“صرَو زادهم ووأوراقهم ومفاتيح بيوتهم وحملوها كما حملو العيال, ثم انحدروا هابطين من الجبل. لم يودعوا الزيتون ولا اقتربوا من الحقول, فمن يملك قلبا مدرَعا ليحدق في جدع زيتونة غرس شتلتها ورعها وكبرها ورأى عقد الثمار عليها عاما بعد عام. تهربوا من الزيتون, وغادرو في صمت وبلا سلام, وحين فاجأهم على الطريق النخيل, جفلوا وغضَوا الطرف وتشاغلوا بعيالهم.”
“في حديقة أشجار الزيتون، من كان فائضًا؟”
“كم كان يلزمهم من الوقت حتى يتجرأوا على طرد الزيتون من أحواشهم”
“وكم من ملايين يثورون في صمت على حظهم من الحياة .. ولا يدري امرؤ كم من ثورة - غير الثورات السياسية - تختمر في نفوس البشر على الأرض .”
“الفنان في بلادنا الشرقية مظلوم مغبون؛ وسبب ذلك أن الأمة التي شقيت بالاستبداد الطويل تعطي الاحترام لمن يتسلط عليها، ويترفع عنها ولا يزال يرهقها بسطوته ، ويذيقعا العذاب بجبروته ، فليس من الطبيعي ولا من المعقول بعد هذا أن تعطي احترامها من يسرها ويرضيها ولا يملك وسيلة من وسائل التسلط عليها.”
“يا أيها الإنسان في الريف البعيديا من يصم السمع عن كلماتناأدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين, لو صادفتهاكيلا تموت على الورقأسقط عليها قطرتين من العرقكيلا تموتفالصوت إذا لم يلق أذناً , ضاع في صمت الأفققصيدة لمن تغنى؟؟ -”