“الفجر فيزيائياً , هو الأنتقال من منطقة الظل التام (الظلمة التامة)إلى منطقة شبه الظل ..وفيها نجد الشفق الأبيض ونجد فيها خيطين :خيطاً أبيضاً وخيطاً أسوداً ..كم يشبه ذلك ما نقابله في حياتنا .. عندما تتشابك الأمور وتتشابه , يصير من الصعب التمييز بين ماهو أبيض وماهو أسود , إلا بصعوبة شديدة كم يشبه ذلك ما نمر به من ظلمات , واحدة تلو الأخرى ويكون بينهما أحياناً ظلمة أقل , شبه ظل لكننا نعجز عن تصور أن تلك الظلمة الأقل , يمكن أن تفتح الباب نحو الضوء ..صلاة الفجر , قبل لضوء, بين الظلمة والظل , تمسك ويقين بأن الضوء لابد طالع ..وأن الظلمة ذلك الظل التام , الذي تتشابه فيه الأشياء , وتضيع فيه التفاصيل لابد زائلة ..الفجر ترقب للضوء الذي لن يشرق فحسب , بل سينبع من الداخل مادام الكون وحدة واحدة, متصلة مع بعضها البعض ..”