“أفضل من عرفت من الآباء يتوقعون من أبنائهم أن يكونوا صاخبين, مهملين, دائمي الحركة و الشجار و الشكوى, ويغطي ملابسهم الوحل. إنهم يتعاملون مع تلك الأمور بكل تمهل; حيث إنهم يعلمون أن أمامهم ثماني عشرة سنة كاملة لتحويل تلك المخلوقات الصغيرة إلى أشخاص بالغين. إنهم يتعاملون مع الأمر بكل روية و لا يدفعون أطفالهم للتصرف كالكبار. فسوف يكونون كباراً بمرور الوقت.”
“الناس يتعاملون مع الآخرين من الخارج، و يفهمونهم من الخارج .. وينشئون معهم العلائق والصلات من الخارج أيضاً .. أما مايحدث في الداخل، حيث يتشكل الإنسان، فلا تمتد إليه عين .. من منّا حاول أن يجتاز الجدار المنظور إلى هناك، لكي يعاين عملية التشكُّل تلك؟”
“لقد كان أسلافكم يتسامون على زخرف الحضارات الجانحة المجاورة، و يتعاملون معها كمن يتعامل مع السِّقط من المتاع، فأخضعها الله لهم و جعلها بين أيديهم سقطاً من المتاع فعلاً، أما أنتم فقد أبيتم إلا أن تتصوروا أنفسكم لدى المقارنة مع زخرف تلك الحضارات، أنكم ذلك السقط من المتاع”
“أرضى عن نفسي عندما أتعامل بذوق و أدب مع من يتعاملون معي عكس ذلك !”
“لكن هل تعرفين من هم البشر؟ إنهم بؤساء لحدّ الموت. إنهم أكثر بؤساً من الحشرات، و أكثر بؤساً من أوراق الشجر التي ماتت مجهولة في السنوات الماضية. فهم يموتون و لا يعرفون سبب موتهم.”
“يقول التاريخ أن هناك رجالاً لم نعرف أسماءهم و لكننا رأينا اّثارهم , هم الذين أقالوا العالم الإسلامى من عثرته و أنهضوه من كبوته , إنهم الدعاة الربانيون المتجردون الذين عرفوا الحق , و استشعروا السعادة فى نصرته , إنهم العلماء الذى يوزن مداد أقلامهم بدماء الشهداء , إنهم جنود مجهولون فى هذه الدنيا , و لكنهم - غداً- أعلام شامخة فى ربى الخلد”