“لم تعطني يا رب ما أشتهي كما أشتهيه ولا بمقدار مني، وجعلت حظي من آمالي الواسعة كالمصباح في مطلعه من النجوم التي لا عدد لها، ولكن سبحانك اللهم لك الحمد بقدر ما لم تعط وما أعطيت، لك الحمد أن هديتني إلى الحكمة وجعلتني أرى أن نور المصباح الضئيل الذي يضيء جوانب بيتي هو أكثر نوراًً في داخل البيت من كل النجوم التي ترى على السطح وإن ملأت الفضاء”
“قال (الأمير الصغير) : إنك ستنظر في الليل إلى النجوم ولا ترى موطني فإن موطني على غاية من الصغر يحول صغره دون الاهتداء إليه، على أن الأفضل لك أن لا تراه فتقول في نفسك: هو نجمة من هذه النجوم. وتنظر إلى النجوم جميعاً وتحبها جميعاً وتغدو النجوم جميعاً صديقات لك. ثم إني مهديك هدية.وضحك فقلتُ: يا عزيزي ما ألذَّ ما أسمع من ضحكك.قال: هو ما أحبُّ أن أهديك. أهديك ضحكي فيكون كالماء.قلت: ما تعني؟قال: للناس نجوم يختلف بعضها عن البعض الآخر، فمن الناس من يسافر فتكون النجوم مرشدات له، ومن الناس من لا يرى في النجوم إلا أضواء ضئيلة، ومنهم من يكون عالماً فتكون النجوم قضايا رياضيّة يحاول حلّها، ومنهم من يكون كصاحبي “البزنسمان” فيحسب النجوم ذهباً. وهذه النجوم على اختلافها تظل صامتة أما أنت فيكون لك نجوم لم تكن لأحد من الناس.قلت: ما تعني؟قال: فإذا نظرت في الليل إلى السماء حيث أكون في إحدى النجوم ضحكتُ أنا فيُخيل إليك أن سائر النجوم تضحك وهكذا يكون لك نجوم تحسن الضحك.وضحك أيضاً ثم قال: وإذا أنت سلوتني (ولا بدَّ لكل امرىء من أن يسلو) وجدت راحة في أنك عرفتني أما أنا فأحفظ لك مودّتي، فإذا اشتهيت أن تضاحكني فتحت نافذتك ونظرت إلى السماء وضحكت فيعجب أصدقاؤك منك ومن ضحكك فتقول لهم: لا عجب فإن مشهد النجوم يثير فيَّ الضحك. ويعتقد أصدقاؤك أنك مجنون. فما رأيك في هذه الورطة التي ورطتك فيها.وضحك أيضاً ثم قال: أنا لا أهبك نجوماً بل مجموعة من الجلاجل الصغيرة قد أتقنت الضحك.”
“الموت في حد ذاته لا يسبب النوع نفسه من الحزن .. يحدث فراغ مفاجئ. الفراغ دائماً هو الفراغ نفسه، ولكن داخل ذلك الفراغ تتشكل أنواع مختلفة من الحزن.. كل ما لم نَقُله يتشكل ويتسع ويكبر ويكبر.. ليس للفراغ أبواب أو نوافذ أو مسالك يتسرب منها.. كل ما هو معلق فيه سيظل هناك إلى الأبد .. ربما يمكنك الآن أن تدركي ما قلته لك في البداية وهو أن الذي يثقل علينا ليس غياب من ماتوا وإنما كل ما لم يقال بننا وبينهم”
“وما أشبه المال إلا أن يكون آلة من آلات القتل. فإنه يميت أكثر أصحابه موتا شرا من الموت –إلا من عصم الله- موتا يجعل أسماءهم كأنها قائمة على ألواح من العظام النخرة.. ويرسلها كل يوم إلى السماء في لعناتٍ لا عداد لها.. ثم يثبتها في التاريخ آخرا لا بأعيانها ولكن بعددها أو كما تثبت الحكومة في كل سنة عدد البهائم التي نفقت بالطاعون”
“لا يحق لك أن تمنع غيرك من أن يعتقد ما يشاء ، ولا يحق لك أن تحرض على قتله بسبب معتقده ، ولكن يحق لك انتقاد معتقده بشتى الأساليب التي تجود بها قريحتك.”
“الحمد لله الذي لم يجعل بيننا وبينه وسيط .. دوماً لك الحمد يامن أقرب إلينا من حبل الوريد”