“أن الوعي بالذات يمر بالضرورة عبر الغير، وان الآخر حاضر في الذات بقدر ماهو غائب”
“إنه من الدلالة بمكان ان يهاجم افلاطون الشعراء ويقصيهم من جمهوريته . فالشعر ليس حقيقة ، وإنما محاكاة . بل هو محاكاة للمحاكاه ، أي مجاز . والمجاز بقدر ما يبعدنا عن الحقيقة يخلق المجال للتعدد والاختلاف . ومنطق التعدد هو مضاد لمنطق الدولة .”
“إن السعي إلى حصر المعنى أو القول بأن الطريق إلى الحق واحد ، إنما ينشأ عندما تتحول التأويلات إلى مذاهب بل إلى معتقدات ، وعندما تصبح المهمة الأولى للعقل مهمة دفاعية وحجاجية ، أي عندما يتحول العقل إلى منظومة مغلقة لا تنتج إلاّ مقدماتها . وهذه هي خاصية العقل الأيدلوجي”
“لا شك أن العقل الايدلوجي بما هو نسق ونظام ، وبما هو ميل للتبرير والنصرة ، وبما هو ميل إلى حصر المعنى وتوحيد الدلالة ، هو وسيلة لجمع الكلمة وتوحيد الجماعة وتثبيت الهوية ، كما هو اداة لوحدة السلطة وقيام الدولة . ولا مجتمع في النهاية من دون وحدة أو هوية . كما لا مجتمع من دون سلطة . ومن هنا تكتست الأدلوجة أهميتها في حياة الجماعات”
“لا يتم إنتاج الحقيقة بطريقة واحدة، بل إن هناك طرق كثيرة تختلف باختلاف المجالات المعرفية وأنظمة الفكر والأدوات المنهجية والذوات العارفة، ولا يمكن لنا إلا أن نخالف ابن رشد ها هنا في زعمه أن الطريق البرهاني هو الطريق الأصح، والمقصود به هو طريق الفلاسفة، فالحقيقة التي تنتج في الشعر وفي النبوءة ليست أقل قيمة أو مرتبة من الحقيقة الفلسفية، والأداة الفلسفية ليست أكثر كشفا وإضاءة من الأداة الشعرية، أو من الآلة التي يمثلها الخيال، فالخيال هو ملكة معرفية تمكننا من استكشاف وجودنا على قدم المساواة مع العقل، فضلا عن كونه مرتبة وجودية، تماما كالعقل ذاته، هذا مع أن الفصل بين العقل والخيال لا يخلو من تحكم وتعسف.”
“ليس ثمة من تأويل نهائي للحقيقة . فالحقيقة سيل من التأويلات”