“لم أعتد منكَ كل هذا الجفاء ! أصابعك التي كانت تتخَلْلَ خصلات شعري ، باتت خناجر تتربص .. لتغدر بي ! تنغرس في صدري .. تخنقني .. لم ترحمني ذكراك .. لم ترأَف بي .. كل الأشياء بعدك تتآمر عليَّ ! يدوسني غيابك .. يخطو بأقدام فيلٍ هرمٍ فوق قلبي .. و عكازة الأبجدية عشَّشت فيها الشقوق .. حتى تسربت لفسحة الأمل الوحيدة ، المرصوفة على ناصية عمري .. أَفسدتها حتى حولتها لخربة .. لا يَشكنها إنسٌ ولا جآن !! أتعلم ؟ موت سائق الحافلةِ ذاك الصباح أفزعني ، ذلك الرجل الطيب .. أَضاف رعباً إلى رعبي ! إحتجتك وناديتك و ناجيتك ! كنت أطمع بحنانك الذي يحتضن خوفي .. لكنك لم تُجبني .. تردد صدى صوتي في ظلمة الليل حتى ابتلعته الجدران ..!”
“أسقطتْ كل الذين صاروا عبئاً على حياتي، و كل الذين لم أعد أستشعر تجاههم بعاطفة قوية، و كل الذين لم أرهم و لم يتصلوا بي منذ زمن حتى و أنا في امس الحاجة إليهم. أسقطتهم كما تسقط الشجرة أوراقها اليابسة و الميتة التي لا روح فيها ..”
“الرجل الذي أحببته كان حنوناً ، اتفقنا على كل شئ حتى ألوان ملابس صغارنا . هذا الرجل هجرني يوماً في لحظة ما ، لم يرد حاجياتي أبداً و أنا لم أرد له شيئاً .”
“كنت معهم في القطار و لم أكن. لأنني منذ ذلك اليوم الذي أركبونا فيه الشاحنة و رأيت أبي و أخَوَي على الكوم، بقيت هناك لا أتحرك حتى و إن بدا غير ذلك.”
“وحلمت بي أفعل أشياء ..أشياء كثيرة لم يخطر لي قط أن أفعلها رغم كل هذا الوقت الكثير الذي كان لدي! لم يخطر لي يوما أن أجذب الحياة حتى أطرافها القصية، أن أتطرف في .الوجود، وحزنت”
“الشروع في الانتحار تجربة موت ، حتى لو لم تنتهِ إلى موت !”