“إذا كنت تسير في طريق مظلم، كيف يمكنك أن تعرف طوله، أن تحسب نهايته، أن تستنتج الزمن الذي تحتاجه للخروج منه؟ المسألة في منتهى البساطة. كي تقدّر مسافة ما مظلمة، لابد أن يكون هناك ضوء تراه في آخر الطريق؛ ليعينك على تقديرها. هو حدودك. وفي مثل هذه الظروف، وفي مثل ذلك الطريق المظلم الغارق في السواد، ليس في وسع أحد أن يجيب على سؤال: متى يتحسن الحال، إلا إذا كان هناك ضوء ما في الأفق نحسب على إثره خطواتنا. ونحلم بالنهاية. نهاية تتبعها بداية".”
“كلما تملّكني اليأس تذكّرت أن قَدَر المسلم إذا ما بلغ استطاعته هو أن يؤذّن في مالطة وأن ينفُخ في القِربة المقطوعة, وأن يداوم على ذلك, بحيث يصبح يقينه في أنها مالطة وفي أنها مقطوعة غير ذي قيمة”
“في وسعنا أن نُحبّ،وفي وسعنا أن نتخيّل أنّا نُحبُّلكي نُرجئ الانتحار،إذا كان لا بدَّ منه،إلى موعد آخر”
“ماعاد يعنيني أن يفهم أحد اختلافي أو حتى يتقبله، ليس يأساً بل لأني أدركت أن الفهم الذي أنشده عصي على الأقل الآن، وفي هذه اللحظة، ومادام عصياً فليس من الجيد أن أستنزف طاقاتي في استجلابه، لأن معظم الناس لا تفهم إلا ما تعرف، ويُربكها الإختلاف.”
“أدركت أول مرة مبلغ الغرابة في أن يسبح أمثالنا على السطح الواضح، سطح الوجود وأن يكون مقدّراً عليهم أن يعودوا سريعاً إلى العتمة نفسها مرة ثانية. في أثناء ذلك ضايقني قليلاً ما إذا كان عليّ أن أطلق على هذه العتمة اسم العدم أم الخلود؛ شغلني بما فيه الكفاية واقع الأمر المجرد أن يكون المرء على قيد الحياة، إذ أنني كنت توقفت عن أن أعد الشيء نفسه بديهياً، لا بل أني رأيت في ذلك مصادفة طيبة تستوجب الشكر.”
“ومن حق كل وليد أن يجد من الكفاية الغذائية، والرعاية التربوية، ما يجده كل وليد آخر في الدولة. فإذا حدث أن كان دخل أبويه أو ظروفهما المعيشية لا تمكنهما من توفير هذه الفرصة له، فإن على الدولة أن توفر لهما هذه الظروف .. لا لحسابهما وحدهما كعضوين في هذاالمجتمع، بل لحساب هذا الوليد، الذي يصبح تكافؤ الفرص بالقياس له خرافة، إذا نشأ ناقص التغذية، أو مهملا في البيئة، بينما هناك ولدان آخرون محظوظون تتاح لهم هذه الفرصة دونه في الحياة.”