“كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فهم -أولئك الذين يكتبون في الجرائد- يحلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور ومدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا صوت طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا، إذا لهربوا إلى حيث لا أدري.”
“أنا أعرف ما الذي أضاع فلسطين..كلام الجرائد لا ينفع يابني،فهم-أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة و في غرف واسعة فيها صور و فيها مدفأة،ثم يكتبون عن فلسطين،و عن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها.”
“كلام الجرائد لا ينفع يا بني ، فهم أولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة ثم يكتبون عن فلسطين وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا اذن، لهربوا الى حيث لا ادري. يا بني فلسطين ضاعت لسبب بسيط جداً، كانوا يريدون منا -نحن الجنود- أن نتصرف على طريقة واحدة، أن ننهض إذا قالوا انهض، و أن ننام إذا قالوا نم، و أن نتحمس ساعة يريدون منا أن نتحمس، و أن نهرب ساعة يريدوننا أن نهرب.. وهكذا إلى أن وقعت المأساة، و هم أنفسهم لا يعرفون متى وقعت!”
“لا شيء. لاشيء أبداً . كنت أفتش عن فلسطين الحقيقية .فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة، أكثر من ريشة طاووس،أكثر من ولد، أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم.وكنت أقول لنفسي : ما هي فلسطين بالنسبة لخالد؟ إنه لا يعرف المزهريه ، ولا السلم ولا الحليصة ولا خلدون .ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحمل المرءالسلاح ويموت في سبيلها، وبالنسبة لنا أنتِ وأنا ، مجرد تفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة،وانظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار ... غباراً جديداً أيضاً!لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط ، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل، وهكذا كان الافتراق، وهكذا أراد خالد أن يحمل السلاح.عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموع المفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل،ولذلك هم يصححون أخطائنا، وأخطاء العالم كله ... !”
“لا شيء. لا شيء أبدا . كنت أتساءل فقط . أفتش عن فلسطين الحقيقية . فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة ، أكثر من ريشة طاووس ، أكثر من ولد، أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم”
“كنت أتسأل فقط . أفتش عن فلسطين الحقيقية .فلسطين التي هي أكثر من ذاكرة ، أكثر من ريشة طاووس ، أكثر من ولد،أكثر من خرابيش قلم رصاص على جدار السلم . وكنت أقول لنفسي : ماهي فلسطين بالنسبة لخالد ؟ إنه لا يعرف المزهرية ، ولا الصورة ، ولاالسلم ولا الحليصة ولا خلدون ، ومع ذلك فهي بالنسبة له جديرة بأن يحملالمرء المرء السلاح ويموت في سبيلها ، وبالنسبة لنا ، أنت وأنا ، مجردتفتيش عن شيء تحت غبار الذاكرة ، وانظري ماذا وجدنا تحت ذلك الغبار... غبارا جديدا أيضا ! لقد أخطأنا حين اعتبرنا أن الوطن هو الماضي فقط، أما خالد فالوطن عنده هو المستقبل ، وهكذا كان الافتراق ، وهكذا أرادخالد أن يحمل السلاح . عشرات الألوف مثل خالد لا تستوقفهم الدموعالمفلولة لرجال يبحثون في أغوار هزائمهم عن حطام الدروع وتفل الزهور، وهم إنما ينظرون للمستقبل ، ولذلك هم يصححون أخطأنا ، وأخطاء العالمكله ... إن دوف هو عارنا ، ولكن خالد هو شرفنا الباقي ...ألم أقل لك منذالبدء إنه كان يتوجب علينا ألا نأتي .. وإن ذلك يحتاج الى حرب ؟ ... هيبنا ."!”
“«أنتِ تشعرين بالتعاسة لأنّك تعرفين بأنّ المطر سيستمر طوال النهار، وستعملين في جرف الوحل طوال الليل. تعالي اجلسي. لا تسمحي لكل ذلك أن يهدمك». جَلَسَتْ وَتَنَفَّسَتْ الصعداء مثلما يفعل الإنسان حين يريد أن يهيل على الغيوم السوداء في صدره هواء نقياً:«لا، يا ابن عمي. أتعرف ماذا كان يفعل سعد حين يطوف المخيم؟كان يقف ويتفرج على الرجال وهم يجرفون الوحل، ثم يقول لهم: «ذات ليلة سيدفنكم هذا الوحل».ومرة قال له أبوه: لماذا تقول ذلك؟ ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تعتقد أنّه يوجد مزراب في السماء وأن علينا أن نسده؟ وضحكنا كلنا، لكنني حين نظرت إليه رأيت في وجهه شيئاً أرعبني، كان منصرفاً الى التفكير وكأن الفكرة راقته، كأنه سيذهب في اليوم التالي ليسدّ ذلك المزراب. ثم ذهب؟ ثم ذهب».”