“ماالفعل الانساني الذي يشكل جريمة ؟ فعلى سبيل المثال , تُعد الثورة ضد نظام مستغل عملاً بطولياً من منظور الثوار , ولكنّها تُعد جريمة ضد أمن الدولة يعاقب عليها القانون من منظور القائمين على النظام . والعكس صحيح , فدعم نظام مستغل ظالم جريمة من منظور المدافعين عن العدالة , ولكنه واجب وطني من منظور القائمين على النظام , أي أنّ مسألة المنظور في غاية الأهمية في دراسة الجريمة .”
“يحاول الصهاينة أن يجعلوا الإبادة النازية جريمة ألمانية وحسب، ضد اليهود وحسب، وهم بذلك ينزعون الإبادة من سياقها الحضاري الغربي العام، لأن إبادة الآخر هي إحدى أهم آليات الاستعمار الغربي في العصر الحديث، كما حدث في أمريكا الشمالية والكونغو والجزائر، حيث أبيد الملايين من السكان الأصليين. ... الإبادة ... ليست استثناء للقاعدة الغربية الاستعمارية الحديثة.”
“علينا أن نكافح ضد نظام تعليمي معوق (ازداد سوءا وشراسة في الآونة الأخيرة). وحين نصل إلى الجامعة فهناك الأستاذة الذين يبذلون قصارى جهدهم لكي يفرضوا على الطالب آراءهم (التي اقتبسوها من كتب أجنبية)، وهناك المذكرات الحتمية والدروس الخصوصية التي جعلت من التعليم الجامعي "نكتة" باهظة التكاليف. ثم نصل إلى الدراسات العليا، فإن حل الطالب مشكلة التمويل فهناك الفقر في المكتبات، وهناك الأساتذة الذين يشرفون على عدد لا حصر له من الرسائل، بالإضافة إلى تفاصيل الحياة التي لا نهاية لها في مصر.”
“والآر نوفو "أي الفن الجديد" فن وطراز معماري ظهر بين عامي 1890 - 1910 في أوروبا كجزء من ثورة الإنسان الغربي الرومانسية ضد مجتمع الصناعة والآلة الذي كان يحاول أن ينظر إلى كل شيء في إطار المنفعة المادية”
“ولعل انتشار العنف والإنتحار وشرب الكحول وإدمان المخدرات في البلاد المتقدمة تعبير عن إحتجاج الإنسان على هذا التنميط الذي يقضي على عالمه الجواني تماما وعلى حريته. بل لعل انتشار الإباحية في واقع الأمر إحتجاج على عملية التنميط، فآليات الإشباع الجنسي متاحة بشكل مذهل في المجتمعات الغربية، ومع هذا تتزايد الأفلام والكتب والمجلات الإباحية. فالإنسان التي تقمع حريته تماما يهرب من عالم التنميط إلى عالم فردوسي خالٍ تماما من أي حدود، عالم لا يماثل عالمه المتجانس المحكوم المضبوط، عالم من الفوضى الكاملة يحميه من عالم التنميط والضبط الكامل والواحدية المادية.”
“ولعل حب المصري للنكتة يعود إلى تجربته التاريخية الطويلة التي جعلته يعيش كثيرًا من التناقضات ولحظات الانتصار والانكسار ويشعر بالقوة والعجز ، الأمر الذي جعله قادرًا على تطوير رؤية فلسفية قادرة على تقبل التناقضات وتجاوزها من خلال النكتة ، وإن كان هذا لا ينفي أيضًا مقدرته على التجاوز من خلال الثورة .”
“من قال ان الجهاد الدينى لا يكون الا ضد اليهود واليهود وحدهم واليهود دون سواهم ؟ الم يعش اليهود فى مجتمعاتهم الاسلامية مئات السنين دون نزاع او اضطهاد ؟ الا تتحدث كتب التاريخ الاسلامى وغيرها عن عصرهم الذهبى فى اسبانيا الاسلامية الا نفخر بذلك وبأن العدل هو القيمة القطب فى الاسلام ؟ الا يجب الجهاد ضد من اغتصب الارض وطرد الاهل مهما كانت ملته وديانته يهوديا كان ام مسيحيا ام ملحدا او حتى مسلما ؟ الا يجب الجهاد ضد نظام عالمى جديد يريد ان يمسك العالم بقبضة حديدية ويفرض ارادته الغاشمة ؟ اليس من الواجب ان نعرف عدونا : نعرف هويته وسماته الخاصة والقوانين المتحكمة فى حركته دون ان نخلد الى الصيغ العامة التى لا تغنى ولا تسمن من جوع فى الصراع اليومى والتى تريحنا نفسيا دون ان تحسن اداءنا الجهادى ؟”