“سألتني أمي لماذا أندفع خلف كلام الكتب والأفكار المجردة. كنا نشتري لك الكتب كي يتفتح عقلك وتتفوق في دراستك وتتقدم في حياتك، كنا نحب أن نراك الأول على مدرستك وأن نسمع المدرسين يمتدحون نبوغك، كنا نباهي بك الجيران. هل كنا نغزل كفنك بأيدينا؟ كان أبوك يشتري لك كتب التاريخ وسير الأنبياء والصحابة ليحسن من خلقك ويغرس فيك الرجولة والمثل العليا. لم يكن قصدنا يا بني أن تتقمص أحد هذه الأدوار ولا أن تتبع هذه المثل إلى النهاية، هذه مثل يا بني نحاول قدر استطاعتنا أن نحيا بها، ولكن الحياة عمرها ما كانت تطبيقا للمثل، الحياة لها ضغوطها وكل إنسان له ظروف عليه أن يكيف أولوياته وسلوكه تبعا لها.”
“لا يوجد إنسان في هذه الحياة إلا ويواجه الفشل في أمر ما .ولكن .. هل تعلم – يا بني – ما هو الفشل العظيم؟ أن تفشل في تجاوز الفشل”
“لكل نشاطٍ في القرية غناؤه الخاص. لا أحد يعمل شيئاً دون أن يغني. كنا نغني لكل شيء. كما لو أنه لا يمكن أن يوجد أو أن ينمو شيء بدون غناء. كنا نغني لترقص الحياة، وهو ما كانت تفعله دائماً”
“لماذا لا نستطيع أن نبتهج بالثورة؟.. الحقيقة أن الأمور تفاقمت وازدادت سوءًا بدرجة لا يمكن وصفها.. حتى أن رجل الشارع ليشعر بأن أيام ما قبل 25 يناير 2011 كانت أيام ترف واستقرار. «كنا نسرق ونُصْفَعُ على أقفيتنا، لكن الحياة كانت آمنة ومستمرة». ما السبب؟ من أطفأ هذه الشمعة؟”
“كلنا سنموت يا عزيزي في النهاية .. ولكن هل كنا أبطال في حياتنا .. أم ارتضينا بأدوارنا الثانوية وخشينا حقاً أن نخرج عن النص؟ .. هل سنجد يوماً من يصفق لنا بعد أشعلنا السيرتونين في عروقه ..”
“كانت أياماً حلوة يا طبيب "كانت تلك هي الأيام يا صديقي" كما تقول الأغنية المشهورة. كانت الحياة رائعة، وكان الشباب أروع منها، وكان الحب أروع منهما، وكنا أروع الرائعين. كنا جميعا نحلم بولاياتعربية متحدة مثل الولايات المتحدة الأمريكية. نريد أن نسافر عبر الأمة العربية فلا يصدنا جمرك ولا يعترض طريقنا مخفر. كانت أحلامنا كبيرة , يادكتور. كنا نقول " فعلها الأمريكان . فلماذا لانفعلها نحن؟". كانت الحياة طيبة وبسيطة وكنا شباباً طيبين وبسطاء. لم يكن أحد منا يعرف معنى فيفتي /فيفتي أو ون برسنت. ولم يكن أحد منا يحلم بفيلا فخمة أو بركة سباحة أو منصب خطير أو كرسي دوار، كنا نحلم بولايات عربيةمتحدة وبجيش واحد وبعلم واحد.كنا نحلم بمجتمع يحفظ للإنسان العربي كرامته. مجتمع لا يجرجرونك فيه إلى القسم دون سبب ولا يحتجزونك دون تهمة ولا يعتقلونك دون أمر قضائي. كنا نحلم أن نركب السيارة من المحيط وننطلق فلا نقف إلا عند الخليج .لايسألنا أحد عن التأشيرة . وعندما نتعب ننام في موتيل دون أن نبرز الهوية . نحلم بأن نمشي فلا يستوقفنا أحد ويستفهم عن المرأة التي معنا وهل هي جدتنا أو خالتناكنا نريد أن نتجول في شوراع المدن العربية دون أن نحمل شجرة العائلة على صدورنا, وعقد الزواج في جيوبنا وبطاقة أحد المتنفذين على جباهنا.”