“من اجدى ما قدمه المجددون للحياة الدينية فهم الدين على أنه اصلاح الحياة لا الطقوس و الاشكال , و ذلك كالذى نسمعه مجلجلا فى فهم عمر بن عبدالعزيز حين طلبوا اليه ان يأمر للبيت بكسوة كما كان يفعل من قبله , فكتب يقول : انى رأيت ان اجعل ذلك فى أكباد جائعة فانها أولى بذلك من البيت”
“ان الاسلام يملك قدرة متجددة على استمرار حضوره فى المسائل الاجتماعية , و السبب فى ذلك ان القرآن قد عودنا فى تدبيره الاجتماعى ألا يمس سوى الأصول الكبرى للاصلاح الانسانى تاركاً وراء ذلك من تفصيل للتدرج الحيوى , و الجهاد العقلى ينتفع فى ذلك بكل ما يسعفه عليه نشاطه , و يؤهله له تقدمه , و يقدر الاسلام فى ذلك أختلاف الأحوال و تغير الزمان”
“الهدى القرانى انما يمس من أمر الحياة الاصول الكبرى , و الأسس العامة , و التوجيهات العليا , و التى يتناولها القران فى جملتها ليحث العقل البشرى على التدبير الدقيق , و التقدير الصحيح للمتجدد من شئون الحياة , و رعاية الفروق فى ذلك بين الازمنة و الجماعات , و البيئات , و الثقافات , و ما يتصل بذلك كله”
“إن دعوات الاصلاح الدينى تبدو عندنا يسيرة الشأن، قريبة الغور، تعرض الأمور عرضاً سطحياً بسيطاً، فجملتها أننا ما تأخرنا إلا لترك الدين، وأنه بالتمسك بالدين نتقدم و نسود كما ساد أسلافنا، إلى آخر ما تعرفون ممن يستطيع ترديده من يعرف و من لا يعرف، و يسهل على العامة فى الطرقات. فلا أهداف محددة، ولا خطط عملية ولا دراسة صحيحة لشئون الاجتماع فى الدين و الحياة. بل تتجه العناية إلى التوافه من زى و سمت و مظهر، و كأن هذا كل شئ، أما علاج أمهات المشاكل فهو عندهم بيِّن سهل التناول”
“ان النظرة الفاحصة للقران لتدلنا على انه يصرح بأن الحياة منظمة بنواميس عملية مضبوطة بنظم واقعية خارجية , و النجاح فيها و الظفر بخيرها ,انما هو مرهون بعمل العامل الخارجى , و مترتب على كفاحه العملى , و مرتبط بادراكه الصحيح لواقع الاشياء الكونية , و تقديره الصحيح لنظم هذا العالم وتدبيراته , ولن يغنى الانسان عن ذلك شئ اخر من شئون اعتبارية معنوية او نفسية روحية ,الا اذا قام على واقع , و صار امرا مشاهد , و حاضر ثابت ,فما عدا العمل من نية طيبة , سريرة خيرة , و خلق كريم , و عقيدة صحيحة ان كان وحده فقط و بلا عمل فلا جدوى له , ولا أثر فى هذه الحياة الدنيا , و اذا كان مع العمل فنعم فانه يسدده و يوفق خطاه”
“و من قال إن الطالب يستطيع أن يصل بالبحث إلي غايته؟ نحن نعيش العمر كله طلاب علم, كادحين إلي ما نستشرف له في كل خطوة من جديد الآفاق و الغايات. و ما من بحث يمكن أن يقول الكلمة الأخيرة في موضوعه. و جهد طالب العلم لا يقاس بمدي ما قطع من أشواط, و إنما يقاس بسلامة اتجاهه , و لو لم يقطع سوي خطوة واحدة علي الطريق الطويل الممتد إلي غير نهاية و لا مدي.”
“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”