“صندوق... أنت فى صندوق، تتحرك بالصندوق أينما ذهبت، الصندوق هو الثقل و هو الإطار وكل شيء هنا يتتابع مرورا وكأنك محطة لست إلا. أن تجاهد مركزية الثقل كأنك تضع السنوات فى مواجهة اللحظات. هل تغلب جموح اللحظة سنوات المنطق المعتاد المنسق المنساق؟”
“فى داخلك طبقات وركام وأحداث وصدوع وتشققات وزحام وكلام وأنت تائه فى الخضم بين جنبات بحر متلاطم الأمواج. لا فكرة تراوضك ولا علامة تدلك على الطريق. أنت فقط تسير من سفر إلى سفر وكأنك عابر سبيل يتوقف فى المحطات يطالعها ويقرأ جرائدها ويشرب قهوتها ويتلفت فيسأله أخر عن عنوان فلا يعرف بماذا يجيب.”
“كل شئ فى طريق المسافر إستثنائي عندما يلقاه، ثم يتركه لغيره. هو هكذا الطريق، يمشي فيك وتمشي فيه ويأخذ منك دون أن تشعر ويمنحك ما لا تفهمه.”
“سار كل شيء دون أن يتوقف ولو لحظة. مضى دون أن يعرف أحد إلى أين يمضى وبقى جيل كامل يطالع كل شيء حوله فلم يعرف من أين أتى؟ وإلى أين هو ذاهب؟”
“ما أجمل الحياة عندما تشعر بأن هناك موسيقى رائقة تعزف فى الخلفية. شيء يجعل فى إيقاع حياتك ريتما موزونا يخفف من ثقل الخطوات ويجعل لمشيتك خفة. ما أجمل الحب عندما يكون هناك فى انتظارك عندما تصحو كل صباح. أمل يتناثر فى لحظات حياتك فيجعل لها وقعا رائعا وسياقا جميلا.”
“فى كل حارة وكل شارع فيها تبدو كمدينة لا تتسق مع ذاتها أو تاريخها. مدينة ممزوجة الملامح ومطحونة الامتدادات والتقاطعات. يعربد فى سمائها خليط من ضباب الدخان الرمادى وسحب الغبار الصفراء راسمة أفقا ثقيلا جاثما.”
“كأن هناك موسيقى محببة لقلبى تعزف فى الخلفية و أنا منساق خلف جنوني. أشعر بأنى سوف أرقص فى الطرقات ان انطلقت.”