“للكآبة أيد حريرية الملامس قوية الأعصاب تقبض على القلوب وتؤلمها بالوحدة فالوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حرمة روحية”
“للكآبة آياد حريرية الملامس، قوية الأعصاب تقبض على القلوب وتؤلمها بالوحدة. فالوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية. ونفس الصبي المنتصبة أمام عوامل الوحدة وتأثيرات الكآبة شبيهة بالزنبقة البيضاء عند خروجها من الكمام ترتعش أمام النسيم، وتفتح قلبها لأشعة الفجر وتضم أوراقها بمرور خيالات المساء، فأن لم يكن للصبي من الملاهي ما يشغل فكرته، ومن الرفاق من يشاركه في الأميال، كانت الحياة أمامه كحبس ضيق لا يرى في جوانبه غير أنوال العناكب ولا يسمع من زواياه سوى دبيب الحشرات.9. أما تلك الكآبة التي اتبعت أيام حداثتي فلم تكن ناتجة عن حاجتي إلى الملاهي لأنها كانت متوفرة لدي، ولا عن افتقاري إلى الرفاق لأنني كنت أجدهم أينما ذهبت، بل هي من أعراض علة طبيعية في النفس كانت تحبب إليّ الوحدة والانفراد وتميت في روحي الأميال إلى الملاهي والألعاب، وتخلع عن كتفيّ أجنحة الصبا وتجعلني أمام الوجود كحوض مياه بين الجبال يعكس بهدوئه المحزن رسوم الأشباح وألوان الغيوم وخطوط الأغصان ولكنه لا يجد ممراً يسير فيه جدولاً مترنماً إلى البحر.”
“فاتت سنة..والحزن لسة بيتنسج جوة لحظات الهنا.. كل القلوب بتسافر وانا قلبي عايش على الذكرى هنا .. الناس بتعشق تتجمع وانا بالوحدة متطمنة”
“ما أقوى الحناجر المشتراة.. وما أكرم الأيدي الت تدفع كما تقبض على عجل!.”
“أشعة الشمس تنير كل عتمة, إلاّ أنها لا تنير القلوب.”
“و كأن مصر العزة أصبحت مستباحاً للغير و يعلم الله أنها أن استبيحت فبيد قلة من أبنائها .. لا يرعون للوطن حرمة و يفضلون الجار على ابن الدار و يقارنون كما قارن بعض السلف بين الحق على لسان على و الطعام الشهى على مائدة معاوية فيفضلون الأخير ..”