“لقد كانت الخطوة التي خطاها الشافعي بالفقه السني، فقه "أهل الحديث"، على صعيد التنظير خطوة متواضعة ولكن نتائجها سرعان ما ظهرت في "علم أصول الفقه" الذي اتحذ صيغة علم عقلي منهجي كان بالنسبة للشريعة كالمنطق بالنسبة للفلسفة، فكان أحد وجهي "العقلانية الإسلامية". أما الوجه الآخر فهو علم الكلام الأشعري الذي امتص منهج المعتزلة، أي الإطار العقلاني لتفكيرهم، ليس مع الأشعري نفسه، بل مع الذين رفعوا راية مذهبه من بعده.”

محمد عابد الجابري

Explore This Quote Further

Quote by محمد عابد الجابري: “لقد كانت الخطوة التي خطاها الشافعي بالفقه السني،… - Image 1

Similar quotes

“اذاً فالتقابل بين "العروبة" و "الإسلام" الذي أخذ يتبلور من خلال هذين الموقفين لم يكن تقابلاً ماهوياً، فلم يكن الإختيار المطروح أن نختار العروبة أو الإسلام، بل كان: أي "الآخرين" يجب أن نقاوم أولاً، وبالتالي أي السلاحين يجب أن نحرك في البداية: سلاح العروبة أم سلاح الإسلام؟ فالثنائية إذاً لم تكن ثنائية على صعيد الهوية بل كانت على مستوى الأداة التي ينبغي تحريكها للدفاع عن الهوية وحمايتها.”


“إن تجديد عقل ما يحتاج إلى مخاطبة هذا العقل بالأسلوب الذي تعود الإنصات إليه ، وكلما أمكن : بالوسائل التي يستعملها هو نفسه . إن ذلك هو السبيل الوحيد الذي يجعل العقل المراد تجديده ينصت ويستوعب . أما اصطنطاع الغموص أو عدم التمكن من التحرز منه ، أما نقل الأفكار في نفس غلافها الأصلي وعدم القدرة على إلباسها غلافا يأنس العقل المنقول إليه ، أما الطريقة التي يكتب بها كثير من دعاة التجديد في الفكر العربي المعاصر ، فإن رد الفعل إزاءها ، من طرف العقل الذي تخاطبه ، لن يختلف عن رد أبي سعيد السيرافي إزاء التراجمة التي كانوا يلتزمون النقل الحرفي ويكتبون بلغة غير بيانية وغير مبينة ، رد الفعل الذي عبر عنه السيرافي بقوله : لا سبيل إلى إحداث لغة في لغة مقررة بين أهلها”


“من هو العربي؟ أن يكون الإنسان عربياً هو أن يشعر بأنه عربي فعلاً عندما يتعرض شعب أو فرد عربي لعدوان أجنبي. وهذا الشعور الذي يهمين في أوقات الأزمات لا يتناقض مع النزوع نحو الوحدة العربية الذي حددنا به هوية"العربي" في الفقرات السابقة. بل إن هذا النزوع ليس شيئاً آخر سوى التعبير الإيجابي عن ذلك الشعور خارج أوقات الأزمات. وهل الهوية شيء آخر غير رد الفعل ضد "الآخر" ونزوع حالم لتأكيد"الأنا" بصورة أقوى وأرحب.”


“لقد تغيرت جذريا ، مع الفيزياء الذرية مفاهيم العقل ومبادؤه ، تلك المفاهيم والمبادئ التي كان ينظم بها التجربة”


“ليست العولمة نظاماً اقتصادياً وحسب، بل لقد أصبحت، و ربما نشأت منذ أول الأمر،في ارتباط عضوي مع وسائل الاتصال الحديثة التي تنشر فكراً "معيناً، لا بل ثقافة،معينة، أطلقنا عليها في عمل سابق : "ثقافة الاختراق”


“يتحدث العالم كله اليوم عن"نظام عالمي جديد" هو بصدد التبلور، نظام قوامه هيمنة قطب واحد، رأسمالي في نشأته وتكوينه، امبريالي في طبيعته وطموحاته. إن انهيار المعسكر الشيوعي وتقلص ظل الاتحاد السوفياتي إلى المستوى الذي جعل منه تابعاً وليس متبوعاً، سيجعل العالم كله يخضع لتوجه وحيد، لفترة من الوقت لا يمكن التنبؤ بمداها، توجه رأسمالي على مستوى العلاقات الخارجية الاقتصادية والسياسية والثقافية. والامبريالية تعني الهيمنة والاستحواذ بدافع المنفعة. وسواء انفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة هذا "النظام الجديد" أو شاركتها فيه "مجموعة الشمال" ، فإن النتيجة بالنسبة إلى العرب ستكون واحدة: فقدان ما كانوا -أو بعضهم على الأقل- يطلقون عليه إلى وقت قريب وصف" الصديق" أو " الحليف الطبيعي" واضطرارهم بالتالي إلى التعامل مع "حليف" وحيد يفرض نفسه عليهم، حليف غير طبيعي لأن مصالحه تختلف عن مصالحهم بل وتتناقض معها.”