“وعندما انفَصَمتْ العُرى، واستحال الوصل، لمت نفسي وشارفت على هلاك مبين. لكم بحثت عن ظلها بين الظلال. وإيقاع صوتها، وطريقتها في نطق مخارج الحروف. لن أفيض، التذكر جالب للحسرات والأوجاع.”
“لكم أرجأت الاستفسارات إما عن تقاعس أو ظناً باتساع الوقت ، إلى أن نفذ وقتها قبل أن أحاط علماً .”
“نظرتها نبوءة بتحقق الوعود القديمة. تكوينها يبعث إلى الوعي ترتيب الزهور، وحضور ألوان ما بعد المطر، يغلب عليها الأخضر. وعندما يتحول النبات إلى ضوء يصبح سرا مستعصيا.(..) تابعت هفهفات ثيابها عند دورانها، عند تمايلها المقتصد، عند تطلعها إلى حيث لايمكن التعيين أو الإدراك. إذ تحرك أصابعها إنما تدل على حواف الكون. وترسل أبلغ الإشارات إلى مكامن في الروح يعسر توصيفها. (...)ومن أسف أنني جبلت على ردود الفعلالبطيئة المتمهلة، عندما تجد طريقها إلى النطق شفاهة أو كتابة يكون ذلك في الفوْت.(...)تساؤلاتي نطقتها ولكن على غير مسمعها:هل أنت المقامات والأنغام ذاتها؟هل تتصل أوتار الدنيا كلها بجسدك؟هل تنبع الألحان منك أم من الآلات؟كافة ما أردت طرحه أفضيت به لكن في أوان مغاير.”
“ولو اطلع البصر على الجنين فسيفنى وبعد الميلاد يصبح شرط الحياة في الغياب نقيضا لتمام الظهور واستمرار التوالي حتى يتم الرحيل الأبدي وما بين اختفاء ندرك بعضه- حيث يستقر الجنين -وغياب نجهله- يكون له التجهيز- يجري السعى تماما مثل العمارة فكل بناء الى اختفاء مهما طال ظهوره”
“في أول العمر يكشف الإنسان عوج الدنيا فيحاول تقويمها ، لكن في آخره عندما يبدو كل شيء على حاله ولا أمل في تحول ، في انقلاب ، حتى أولاده لا يدركهم”
“أصعب ما يواجه الانسان في وجوده المحدود المؤطر بقدره رؤيته اهتزاز كل ما نشأ عليه هكذا تسري الغربة تكتمل الفجوة بين المرء وبين ما يحيطه ما يتحرك فيه ما يتنفسه من هواء ما يطالعه من وجوه تغيب عنه ملامحها مع انه ظل يطالعها عمره كله ما يصله بالآخرين يهن ,يضعف ,حتى يصل الى لحظة بعينها يتمنى عندها المفارقة بل ويسعى الى اكتمالها فبتغير الأماكن وزوال المعالم وافتقاد الصحبة وضياع العلامات وتداخل الاشارات يصبح ما يدل على الغرب جواز مرور الى الشرق وما جاء متماسكا يستمر مجزأغير قادر على التواصل انه اغتراب الغربة ذاتها”
“وأصعب الوحدة ما كان بين القوم”