“ومن عادة التاريخ ألا يلتفت للأمم التى تغط فى نومها , وإنما يتركها لأحلامها التى تطربها حيناً وتزعجها حيناً آخر , تطربها إذ ترى فى منامها أبطالها الخالدين وقد أدوا رسالتهم , وتزعجها حينما تدخل صاغرة فى سلطة جبار عنيد”
“و ليست كوارث التاريخ فى مختلف الأزمان سوى النتيجة التى تكاد تكون فورية لانتقام الأفكار التى خانها أصحابها.”
“ولسوف تخيب آمالنا التى عقدناها إذا ما عولنا فى قضيتنا على العلم الذى نتعلمه فى المدراس الرسمية أو غير الرسمية , أو على ما تعِدنا به السياسات الانتخابية , وما تعدنا إلا غروراً.ولقد نعلم أن الحل الوحيد منوط بتكوين الفرد الحامل لرسالته فى التاريخ , فقد صار مؤكداً أن الغلطة الكبرى التى ورثنا عنها جيلاً من المتعالمين , ورثنا عنها التنافس على المقاعد الأولى , حتى فى لجان الإنقاذ فى كارثة فلسطين فى البلاد الإسلامية.”
“إن مشكلة كل شعب هى فى جوهرها مشكلة حضارته, ولا يمكن لشعب ان يفهم أو يحل مشكلته مالم يرتفع بفكرته إلى الأحداث الإنسانية ومالم يتعمق فى فهم العوامل التى تبنى الحضارات أو تهدمها.”
“و إذا كان ينبغى على البلاد الإسلامية أن تعرف كيف تقدر فى ثقافتها الحاضرة- إذا جاز التعبير- الآثار السلبية للتفريط بقيمة الزمن فى نشاطها، فإن عليها بالمقابل ألا تغلو فى الإفراط فى تقديره حيث نستطيع أن نرى بسهولة نتائجه السلبية فى البلاد الصناعية”
“دورة الحضارة تبدأ حينما تدخل التاريخ فكرة دينية مُعينة أو عندما يدخل التاريخ مبدأ أخلاقي معين ؛ كما أنها تنتهي حينما تفقد الروح نهائياً الهيمنة التي كانت لها على الغرائز المكبوتة أو المكبوحة الجماح .”
“فليسأل السائل عن مصير القبائل الأمريكية قبل كريستوف كولومب, أين هى؟ لقد اصبحت أحاديث وتمزقت كل ممزق ودفنها التاريخ فى طياته حيث استقرت فى ضميره نسياً منسياً ,ونحن نرى فى زوالها وانحلالها خير شاهد على أن الاسلام بما انطوى عليه من قوة روحية ,كان للذين يتمسكون به درعاً من أن تحطمهم ,أو يذوبوا فى بوتقة المستعمر يتقمصون شخصيته”