“انطلاقاً من آلية التفكير بالأصل، التي تؤسس للعجز العربي الراهن، من خلال تدشينها لنظام العقل التابع، إنما تجد ما يؤسسها في قلب البناء الأصولي لكل من الشافعي والأشعري، فإن هذه القراءة تجادل بأنه لا سبيل للانفلات من عوائق تلك الآلية، وآثارها التي لا تزال تتداعى حتى اليوم, استبداداً وتبعية، إلا عبر الارتداد بما يقوم وراء أصول الرائدين الكبيرين من الشرط المتعالي والمجاوز الذي جرى الإيهام بأنه - وليس سواه - هو ما يقوم وراءها، إلى الشرط الإنساني المتعيّن الذي يكاد - منفرداً - أن يحدد بناءها ويفسره، والذى تتجاوب فيه - على نحو مدهش - كل أبعاد الواقع الإنساني وعناصره، من النفسي والاجتماعي والسياسي والمعرفي. وبقدر ما يؤكد هذا التجاوب على إنسانية الشرط الذي انبثقت في إطاره أصول الرائدين، وبما ارتبط بها من آليات وطرائق في التفكير، فإنه يقطع - بذلك - بإمكان تجاوزها الانفلات من سطوتها.وهنا، يلزم التنويه بأن هذه القراءة لا تسعى إلى إنجاز ما هو أكثر من التاكيد على إمكان هذا الارتداد من "المتعالي" إلى "الإنساني”.”
“والحب هو الذي يكتشف بذور الخير والجمال في كل مخلوق، حتى في أشد الوجوه صلابة، وأكثر النفوس تفاهة، فيجعل منها بذلك مخلوقات جديرة بالحب! وكم من أناس بقوا قساة، حسودين، غلاظ القلوب، لمجرد أنهم لم يعرفوا الحب! ولكننا لو سلطنا على هؤلاء أشعة الحب، لاستطعنا أن ننتزع من قلوبهم الكراهية السوداء، ولأدركنا أن وراء أسوارهم الغليظة الدكناء، إنما تكمن نفوس ساطعة تستطيع أن ترسل ما لا حصر له من الأضواء! والحب وحده هو الذي يعرف أن كل وجه بشري إنما هو عيد من الأنوار،إذ ما يكاد الموجود الإنساني يخرج من عالم الطوايا والأسرار، حتى يستحيل إلى شعلة متوهجة من النور والنار! والنار تحرق ما تلامسه، ولكنها أيضاً تضيء كل ما حولها! وليس كالحب نار تصقل النفوس، وتصهر القلوب: فإن المحبين ليعرفون أن الحب هو الذي يطهر معدن النفس.”
“ما يعكس كم التناقض الهائل الذي يعتري " المشهد " السياسي السوري اليوم هو حملات التخوين " القومي \ الإنساني " التي يقوم بها كلا الطرفين فيُخونُ " الضد " لمطالبه و يُتهمُ بالإجرام " المع " لتحفظه .. والتي تسير بالتوازي مع حملات الإجلال من قبل " المع " لعملية الإصلاح التي ينادي بها في الأساس من خَوَنوهم " الضد " والتأكيد من قبل " الضد " على ضرورة ضبط النفس و أولوية الوطن التي ينادي بها على الدوام من أجرَموهم " المع " !”
“ما الذي يمنعني من أن أكون طبيبا أو أديبا؟ أظن أن السبب لا يعود إلى حرماننا أو تيهاننا أو عدم الاستقرار في حياتنا، بل يعود إلى النزعة الخطابية السائدة التي عمت كل مكان - عبارات مثل : فجر الغد، بناء عالم جديد، حاملو مشعل الإنسانية .. فعندما تسمع هذا الهراء للمرة الأولى لا تتمالك من التفكير " يا له من خيال واسع، يا له من غنى! " بينما هو في الواقع يمثل هذه الفخامة لأنه عديم الخيال ومن سقط المتاع”
“ما أكثر من يتقنون القراءة والكتابة، والحديث بالإنجليزية، واستخدام الحاسوب وكثير من التقنيات باحتراف وتمكن متقدم ،لكنهم فاشلون ومتعثرون في حياتهم على أكثر من صعيد؛لأنهم يعانون قبل هذا كله أمية القدرة على التفكير السليم وهم لا يشعرون..!”
“غبت طويلاً هذه المرة.. لكني لا أحاول التفكير في أسباب الغياب، أتجنب التفكير في متى ستكون عودتها.. لا أفكرإن كانت هنالك عودة من الأساس.. كل ما أفكر فيه حقيقة هو أنه لابد من أن لها أسبابها !.. الأسباب التي يبدو بأني لن أعرفها يوماً..أحاول أن أعوض غيابها بممارسة عاداتها كلها، أنا الذي لم أتبن يوماً عادة لأحد!.. لكنني بتَ أمارس عاداتها وكأنني استحثها من خلالها على الرجوع ...”