“وقد بلغ الحال إلى أن أضحى العنف لغةً طبيعيةً وطريقاً مألوفاً بين رب الأسرة وأطفالها بدلاً من الحوار والأخذ والرد. بل صار العنف مثلاً رائجاً تتناقله ألسنة الناصحين وتتباهى به أفواه »خبراء التربية« "اكسر له ضلع، يطلع له أربعة وعشرين". وكلما همّ طفلٌ بالتعبير عن رأيه، باغته من هو أكبر منه "لما الكبار يتكلموا، تسكت". وبدلاً من أن يلجأ المربي إلى الكتب والدورات التدريبية لمعرفة كيفية التعامل مع النشأ، يسلك طريق العصا والقمع لأن القراءة مكلفة للوقت والتفكير مستنفدٌ للجهد، بينما القمع سهل والضرب ميسورٌ للجميع. لا أحد يفكر في الألم الذي يشعر به الطفل، وكأننا كبرنا فجأة ولم نمر بنفس التجربة المريرة وكأننا لم نتجرع نفس الكأس التي تجرعناها مراراً! وبذا، نشأت أجيال يحكمها الخوف ويحركها الجبن وتملؤها عدم الثقة وتعشش في أدمغتها العقدُ النفسية وتحرص على ممارسة العنف مع مَن دونِها، تماماً مثلما فُعل بها مِن قبل..”

رامي الدمرداش

رامي الدمرداش - “وقد بلغ الحال إلى أن أضحى العنف لغة...” 1

Similar quotes

“في كل من سورية ومصر والجزائر استخدم الإسلاميون مسوغات مختلفة لإسباغ الشرعية على استخدامهم العنف المسلح. مرة استند العنف الإسلامي إلى مقولة الحاكمية، مرة إلى مفهوم الجاهلية المعاصرة، ومرة إلى مفاهيم سلفية استنبط منها تكفير الأنظمة الحاكمة ووجوب قتالها. ولكن العنف في الحقيقة كان خيارا عبر عن الاستقطاب الحاد في المجتمعات الإسلامية وعن انغلاق الأفق السياسي، ولم يعدم دعاته وسيلة أو أخرى لإضفاء شرعية عليه. وكان طبيعيا أن تصل موجة العنف إلى نهايتها بعد أن استعدت قوى اجتماعية عدة وعجزت عن مواجهة عنف الدولة. بيد أن المشكلة الأساسية لم تنته بعد. فلا في سوريا ومصر والجزائر، ولا في الكثير من الدول الإسلامية الأخرى، قدمت الدولة إجابة مقنعة عن السؤال الإسلامي الملح. هزم العنف الداخلي إلى حد كبير. ولكن، إن كان من الممكن هزيمة قوى العنف وعزلها، فإن التحدي الحقيقي يظل تحدي التعامل مع التيارات الإسلامية الإصلاحية: التيارات المدنية الداعية للتعددية والمشاركة الشعبية ومواجهة الفساد، وتسندها قطاعات شعبية واسعة.”

بشير موسى نافع
Read more

“لا ينبغي أن تكون مكتبة المنزل محصورة في غرفة أو ركن المنزل بل ينبغي أن تكون الكتب في كل مكان، لأن المقصود هو أن نولّد في نفس الطفل حب القراءة، وهذا لا يكون إلا من خلال احتكاك الطفل بالكتب ورؤيته إياها في كل ناحية من نواحي البيت”

عبد الكريم بكار
Read more

“.. شباب اليوم له مزايا كثيرة أكثر من شبابنا .. منها الصدق مع النفس ، وهو الشيء الذي حاول جيلنا أن يفعله .. من مزاياه عدم الخجل من الذات مع أن جيلنا عانى كثيراً بسبب الخجل من ذاته ، وقد سبب له هذا الكثير من الإحباطات اليومية المستمرة .. الجيل الحالي حريص على تفرده ، ونحن تربينا كأسنان المشط ؛ مع أن الإحساس بالتفرد والحرص عليه ميزة إنسانية كبرى .. شباب اليوم فيهم من الشعر والطفولة والجموح الشيء الكثير ..أما عن العيوب .. الغرور .. وهو الدرجة الأولى إلى الجهل ، وينتج عن هذا عدم القراءة .. كما أن طموح شباب اليوم يحيرني ، طموحه أن يعيش فقط لا يفكر في المستقبل البعيد أو البناء .. شباب اليوم حرمانهم أقل ، وبالتالي فإن استغراقهم في الحياة اليومية أكثر .”

يوسف إدريس
Read more

“الأطفال الصغار يميلون بفطرتهم إلى الرتابة ( الروتين ) ويرتاحون إلى تكرار الأشياء ,ومن هنا فإن من المهم أن تحرص الأم ( وكذلك الأب ) على أن تقرأ شيئا لطفلها ولو لمدة عشر دقائق ,فالقراءة على نحو يومي تلقي في ( العقل الباطن ) لدى الطفل الإحساس بأهمية القراءة ,وإلا لما أصر والده عليها في كل يوم ,كما أن المداومة على القراءة توثق الصلة بين الطفل وبين من يقرأ له : نحن نريد أن ينشأ الطفل وهو يشعر أن القراءة مثل النوم والطعام والشراب واللعب ... شيء يتكرر كل يوم”

عبد الكريم بكار
Read more

“في بعض المجتمعات العربية، يَندُر أن تجد من يقول لك " أنت ناجح " ولكن من السهل أن تجد من يقول " أنت مخطئ " وهذا أحد أسباب التراجع العربي. ولذلك لا يشعر غالبية المبدعين في تلك المجتمعات بالأمان المعرفي، ويسعون إلى استرضاء طائفة فكرية معيّنة حتى يجدوا لديها تشجيعًا أيًا كانت صيغته. فيتحول المبدعون في هذه الحال إلى نسخ مكرّرة، تُردد نفس الشعارات، وتستشهد بنفس المقولات التي يتداولها مَن حولهم.”

ياسر حارب
Read more