“إن مسألة تعريب العلوم المضبوطة وتدريسها باللغة الأم من مسائل الساعة ، وهى تمس قضية ديمقراطية التعليم الصميم . هل نعلّم العلوم المضبوطة بلغة الشعب ، كى نسهم بذلك فى إدخال القوالب العلمية على هذه اللغة ، وبالتالى على الذهنية نفسها ، باعتبار أن اللغة ( كما أصبح معروفاً فى علم اللسان ) تشكل الذهن وتحدد النظرة إلى الوجود ، أم نستمر فى الحفاظ على الانشطار بين العلم والحياة ، وبالتالى نرسخ استمرارية التخلف الذهنى عند القطاع الأكبر من المواطنين ؟.وهكذا فإن نقل العلم بلغة الشعب تطوير له ولحياته ولهذه اللغة على حد سواء ، وإلا فإن هناك خطراً من تحول العلم إلى وسيلة للانفصال عن الشعب والتعالى عليه أو التنكر له .”

مصطفى حجازي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى حجازي: “إن مسألة تعريب العلوم المضبوطة وتدريسها باللغة ا… - Image 1

Similar quotes

“الفئة المسيطرة تمارس صنوفاً من الضغط والارهاب المعيشى على المتعلمين الذين يحلمون بالتغيير . كما أنها تشجع على انتشار الخرافات ، واستمرار النظرة التقليدية المتخلفة إلى الوجود . وتستخدم هذه النظرة فى تكوين رأى عام مستعد لمقاومة دعاة التطوير . وهكذا يعانى المتعلم فى العالم المتخلف من استمرار الذهنية اللاعلمية لتضافر عدة أسباب :شدة غرس التفكير والمعاش الخرافى فى ذهنه منذ الطفولة ، سطحية التعليم وعدم مكاملته فى الشخصية ، لبعده عن تناول القضايا الحياتية والاجتماعية ، الانفصام بين العلم النظرى والتجربة المعاشة ، الخوف من التصدى للتيارات السائدة ( الخوف من الاتهام بالالحاد ) حفاظاً على لقمة العيش فى مجتمع قامع لا يضمن حرية الفكر ولا يؤمّن للانسان غده .وهكذا تسد السبل على أكثر من صعيد أمام تجاوز تخلف الذهنية والارتقاء بها إلى المنهجية العلمية المضبوطة .”


“تمارس عملية التلقين من خلال علاقة تسلطية : سلطة المعلم لا تناقش حتى أخطاؤه لا يسمح بإثارتها وليس من الوارد الإعتراف بها بينما على الطالب أن يطيع ويمتثل ,هذه العلاقة اللاعقلانية تعزز النظرة الانفعالية إلى الوجود لأنها تمنع الطالب من التمرس بالسيطرة على شؤونه ومصيره, وهي كذلك مسؤولة إلى حد بعيد عن استمرار الذهنية المتخلفة لأنها تشكل حلقة من حلقات القهر الذي يمارس على مختلف المستويات الرتيبة في حياة المتخلف”


“تعجز الذهنية المتخلفة عن تقدير دور كل من طرفى التناقض ، تعجز عن التفريق بين الأساسى والثانوى ، بين المحورى والحدودى ، بين القاعدى والعابر ، تساوى كل هذه الأمور فى الأهمية ، وتساوى بين وزن هذه الظواهر جميعاً . بينما يعلمنا المنهج الجدلى أن هناك دائماً طرفاً أساسياً وطرفاً ثانوياً فى التفاعل كما يعلمنا أن العلاقة لا تظل ثابتة على الدوام فى صيغة واحدة ، بل هى متحولة . فالطرف الذى كان أساسياً فى التفاعل قد يصبح ثانوياً فى مرحلة تالية ، بينما يحتل الطرف الثانوى دوراً أساسياً .”


“إن العلم لا يشكل بالنسبة للعقل المتخلف أكثر من قشرة خارجية رقيقة يمكن أن تتساقط إذا تعرض هذا العقل للاهتزاز . إن العلم مازال فى ممارسة الكثيرين لا يعدو أن يكون قميصاً أو معطفاً يلبسه حين يقرأ كتاباً أو يدخل مختبراً أو يلقى محاضرة . ويخلعه فى سائر الأوقات .”


“المواد الدراسية تظل إجمالاً غريبة عن الإطار الحياتي للتلميذ ,إنه يتعلم عموماً إما محتويات دراسية مستوردة من خارج المجتمع(نظريات وعلوم الغرب مطبقة على ظواهره) في المراحل العليا من التعليم وإما مواد لا تمت إلى واقع التلميذ بين الفئات الشعبية في المراحل الابتدائية والمتوسطة معظم المناهج تعالج قضايا تمت إلى حياة الطبقة المسيطرة تغرس في الطفل المثل العليا السائدة لهذه الطبقة والتي لا يمكنه عملياً وواقعياً ممارستها في حياته اليومية يظل العلم مسألة نظرية لا يعالج واقع الطالب في العالم المتخلف لا يتيح له فرصة الإرصان العقلي لهذا الواقع وانفصام عنه في المدرسة التى تفرض على الطالب حالة من الاغتراب عن قضاياه المعاشة”


“نجد أم المرأة ميالة إلى صب عدوانيتها على جسدها، والاحتماء منها بالمرض، نظراً لما تتعرض له من قهر وغبن، وما يمنع عنها من إمكانيات التعبير عن الذات والتمرد على ما يفرض عليها من حيف في المجتمع المتخلف.”