“متى يا هيبا ستكتب الكتابة الحقة وتكف عن المراوغة وتتغنى بالألم الذي فيك؟ لا تكن مثل ميت ينطق عن ميتين ليرضي الميتين! قل الحق الذي بقلبك.”
“متى يا هيبا ستكتب الكتابة الحقة، وتكف عن المراوغة وتتغنى بالألم الذي فيك؟ لا تكن مثل ميتٍ ينطق عن ميتين، ليرضي الميتين!”
“الذي يدافع عن اللص.. لص.. والذي يهاجم من يدافع عن الحق.. أحمق ! فالحق قديم راسخ لا يُمحى أبدا..!”
“- هيبا .. ما هذا الذي تكتبه ؟- اسكتْ يا عزازيل ، اسكتْ يا ملعون.”
“قل لي شيئًا أرجوكاكتبْ أو ارسم أو غنِّغنِّ عن الوطن الذي يتألم”
“عن الخطط المؤجلة، والأحلام الباهتة. عن البعيد الذي لا يقترب، وعن القريب الغريب. عن الدفء الذي لا نجده سوى في كوب نسكافيه في ليلة شتوية حزينة، والقرب الذي لا يتجاوز احتضان وسادة مشبعة بالاكتئاب. عن العالم الذي لا ينتهي، وعن الخواء الداخلي المتنكر في صباحٍ ملئ بالطقوس المكررة. عن التنهيدات المسائية، وعن الصحبة المزيّفة. عن الخذلان. عن البُهتان. عن الرضا بالقليل الكثير. عن الغربة في الوطن، والاغتراب في النفس. عن الهمس الذي لا يُسمع، وعن الأشخاص الذين لا يتكلمون، مهما أردنا ذلك. عن الحبيب المفقود، وعن الجميل الذي لا يأتي. عن الحضن الذي يتسع للكون وعن البكاءِ على صدر امرأة. عن الخريف، والاكتئاب الشتوي. عن لعن الصيف والتوق للربيع. عن الجميع. عن القلوب الصدئة، والأرواح المهترئة. عن المشاهد المكرّرة والمشاعر المعبئة. عن الأرق الذي يستوحش وعن المساء السرمدي”