“فى اليوم التالى ذهبت ماريا برفقة الصبى للتنزه فى الريف المحيط بالمدينة . أخذا يتبادلان أطراف الحديث , حدثته ماريا عن رغبتها فى السفر , فاخذها بين ذراعيه على سبيل الأجابة وقبلها . أول قبلة فى حياتها ! حلمت بهذه اللحظة . كان المنظر بديعآ , طيور مالك الحزين المحلقة فى الجو والشمس الغاربة , والمنطقة شبه القاحلة بجمالها الوحشى , وصوت الموسيقى الصادحة فى البعيد .. تظاهرت ماريا بالتمنع ثم عانقته مكررة الحركة التى رآتها مرات عدة فى السينما والمجلات والتلفاز . مزغا شفتيها بعنف فوق شفتيه , محركة رأسها من جهة أخرى بشكل شبه منتظم وشبه خارج عن سيطرتها .”
“سرى الشك وسوء الظن فى البيوت العريقة فى الدين والعلم بتأثير المحيط وبتأثير التعاليم الأفرنجية, وضعفت الثقة بالله وبصفاته وبمواعيده, فأصبح الأبآء يضنون بأولادهم على الدين, ولا يخاطرون بأوقاتهم وقواهم فى سبيل الدين وعلوم الدين, وأصبحوا يعلمونهم العلوم المعيشية واللغات الأفرنجية, لا رغبة فى تحصيل المفيد النافع ولا دفاعا عن الأسلام, بل زهدا فى الدين وفرارا من خطر المستقبل, وخوفا على أفلاذ أكبادهم من الضياع, وأستسلاما للدهر المتقلب, وتسلط عليهم خوف الفقر حتى أصبحوا من خوف الموت فى الموت”
“فى بلادنا فقط يهرب (٩) سجناء فتنجح جهود الشرطة فى القبض على (٢٣) منهم ثم يجرى البحث عن الباقي”
“فى الغياب تُعانى الروح فى البحث عن أى شىء آخر لتتمكن من البقاء على قيد الحياه”
“و الفارق بين إنسان يحيا الحياة, وإنسان آخر يسمونه "ميت الأحياء"... الفرق بين الاثنين ليس فى بهاء المنظر , ولا فى تراكم الثروة ,ولا فى شجرة العائلة إنما هو فى ثراء العقل ,والروح والخلق”
“سل السياسة عن هذا فهى التى تحسن التفريق بين بين الأصدقاء والتقريب بين الأعداء .. وهى التى تحسن ان تنسى الناس أنهم كانو رفاقا فى الصبا وزملاء فى الشباب واخلاء فى الكهولة .. وسل السياسه فهى التى تحسن أن تقيم المنافع العاجلة مقام المودة الباقية”