“فإن الدين لا يعلم الإنسان شيئًا إن لم يعلمه حب الصدق و اجتناب التمحل و الافتراء ، و إن العلم شر من جهل إن كان يسوم الإنسان أن يغمض عينيه لكيلا يرى و يوصد أذنيه لكيلا يسمع ، فليس هذا جهلًا يزول بكشف الحقيقة ،و لكنه مرض يعتمد حجب الحقيقة عن صاحبه و هى مكشوفة لديه ،فهو شر من جهل بلا مراء”
“إن أحق إنسان بأن يحرص على حريته لمن يعلم أنه مدين بها لخالقه و لضميره ولا فضل فيها عليه لأحد من الناس ، و إن أحق أمة أن تحرص على حريتها لهى الأمة التى أنها إذا اتجمعت لم تجتمع على ضلالة ، و أنها هى مرجع الحقوق جميعاً ، و أنها تريد فتكون إرادة الله حيث تريد”
“إن في الحياة ألما كبيرا , و إن سرور الحياة أكبر من ألمها , و لكن الحياة نفسها أكبر من كل ما فيها من الألم و السرور .”
“إن الإيمان يحتاج إلى حاسة في الإنسان غير العلم بالشيء الذي هو موضوع الإيمان, وقد تتسوى نفسان في العلم بحقائق الكون كله ولا تتساويان بعد ذلك في طبيعة الإيمان . لأن الإنسان لا يؤمن على قدر عمله و إنما يؤمن على قدر شعوره بما يعتقد و مجاوبته النفسية لموضوع الاعتقاد, وطبيعة الاعتقاد في هذه الخصلة مقاربة لطبيعة الإعجاب بالجمال أو لطبيعة التذوق و التقدير للفنون. فإذا وقف اثنان أمام صورة واحدة يعلمان كل شيء عنها و عن صاحبها وعن أدواتها و ألوانها و تاريخيها لم يكن شرطاً لزاماً أن تساويا في الإعجاب بها و الشعور بمحاسنها كما يتساويان في العلم بكل مجهول عنها .”
“فإذا أخطأ من يقحم القرآن فى تأييد النظرية العلمية قبل حدوثها, فمثله فى الخطأ من يقحم القرآن فى تحريمها و هى بين الظن و الرجحان, و بين الأخذ و الرد , فى انتظار البرهان الحاسم من بينات العقل أو مشاهدات العيان .و قد أخطأ هذا الخطأ جهلاء الدين و العلم الذين حرموا القول بدوران الأرض , و هو أثبت من وجودهم على ظهرها , و أخطأ مثلهم من حرموا القول بجراثيم الوباء و هى- فيما تبين بعد-إحدى حقائق العيان”
“مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا,"أولاً"لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة.و "ثانياً"لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين,حين نيأس من قدرتنا على جهلها,و نشك ثم نشك ثم نرى اّخر الأمر أن الشك أصعب و أقسى من مواجهة الحقيقة و الصبر عليها.و "ثالثاً" لأننا إذا عرفناها ففى الغالب أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات,و ليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت..فالموت نفسه لا صعوبة فيه لولا أنه يغير ما تعودناه,و فراق الموتى لا يحزننا لولا أنه تغيير عادة أو عادات كثيرة.”
“إن الرجل حين يقاتل من حوله إ نما يقاتلهم بالمئات و الآلوف.. و قد كان المئات و الآلوف الذين دخلوا فى الدين يتعرضون لسيوف المشركين ولا يعرضون احدا لسيوفهم، وكانوا يلقون عنتا ولا يصيبون احدا بعنت، و كانوا يخرجون من ديارهم لياذا بأنفسهم و أبنائهم من كيد الكائدين، ونقمة الناقمين، و لا يخرجون أحدا من داره.فهم لم يسلموا بحد السيف خوفا من النبى الأعزل المفرد بين قومه الغاضبين عليه، بل أسلموا على الرغم من سيوف المشركين ووعيد الأقوياء المتحكمين.. و لما تكاثروا وتناصروا حملوا السيف ليدفعوا الأذى ويبطلوا الارهاب و الوعيد، ولم يبدأوا واحدا بعدوان أو يستطيلوا على الناس يالسلطان.”