“إن الحبيبة على أنها سرور محبها وليس له عنها مذهب إلى متاع أو لذة في كل ما وسعت الدنيا.. فإن سرورها هي بالمحب لا يهنئها إلا أن تراه بها معذباً ولها صبّاً وفيها مـُدْلهاً, وقد احرقه الوجد وأضناه التي التيم وأهلكه حزن الهوى.. إذ لا تكون عند نفسها معذبته إلا من أنها حبيبته, ولا تُثبت لنفسها القدرة عليه إلا بمحق المقاومة فيه, ولا تتم كبرياء أنوثتها إلا بتمام الدلال عليه, ولا يتأله فيها الجمال يعذّب ويُثيب إلا بتحقيق العبودية فيه”
“والإنسان عند الناس بهيئة وجهه وحليته التى تبدو عليه ، ولكنه عند الله بهيئة قلبه وظنه الذي يظن به ، وماهذا الجسم من القلب إلا كقشرة البيضة مما تحتها . فيالها سخرية أن تزعم القشرة أن بها هى الاعتبار عند الناس لابما فيها ، إذ كان ما تحويه إلا فيها هي ، ومن ثم تبعد في حماقتها فتسأل : لماذا يرمينى الناس ولا يأكلونى ..؟”
“متى قدحت الجميلة على فلب رجل أضاءته،فيضيئها نوره بألوان من الحسن لا يراها ولا يدركها ولا يصدق بخا إلا صاحب هذا القلب. فلو أن الشمس دامت تصب أشعتها على طلعة هذه المرأة ألف سنة تحياها جميلة شابة لا تضعف ولا ترق سنها، لما كشفت لأعين الناس شيئا من تلك المعانى السحرية التى يكشفها ضوء قلب عاشقها لعينيه، وما ضوء قلبه إلا منها،فلن تكون فيه إلا ما أحبت أن تكون فيه..”
“وهل الإسلامُ إلا هذه الروح السماوية التي لا تهزمها الأرضُ أبداً، ولا تُذلها أبداً، ما دام وطمعُها معلًّقين بأعمال النفسِ في الدنيا، لا بشهوات الجسم من الدنيا؟”
“وهل على الحب خيار ؟ أم هو الجمال الأزلي يستعلن لكل إنسان بالوسيلة التي توافق مزاجه وتلائم تركيب نفسه على قدر ما يلائمه وعلى أحسن ما يلائمه , فأتى الحب متخذاً من شكل المحبوب وسيلته فلا يكون أكمل ولا أجمل عند كل عاشق من معشوقه . إذ هو ليس إلا الصورة التي يتراءى فيها خصائص الجمال العلوي للخصائص التي في روح العاشق وطباعه فتتصل بها من الجهة التي تنفذ منها إلى خالصة قلبه وداخلة روحه .”
“والدنيا حول المرأة بمذاهب أقدارها، ولكن لها دنيا في داخلها هي قلبهاتذهب الأقدار فيه مذاهب أخرى؛وضغطة الحياة طبيعية فيها، حتى لا يساورها هم من الهموم إلا صار كأنه من عادتها. والتي تمزقها الحياة كلما ولًدت لا تكون الحياة رحيمة بها إلا إذا ضغطتها!”
“يا من خصني بهذا القلب العاشق الذي يتألم ويضطرب حتى عندما ألمس كتاباً أعرف أن فيه قصة حب وهو مع ذلك يتكبر على كل آلامه ولا يخضع أبداً إلا جواباً على خضوع آخر فكأنه لا يدنيني ممن أحبهم إلا لأعرف ما أكرهه فيهم، وهو من فرط رقته آلة إحساس جامدة لا قلب حي”