“إن الحبيبة على أنها سرور محبها وليس له عنها مذهب إلى متاع أو لذة في كل ما وسعت الدنيا.. فإن سرورها هي بالمحب لا يهنئها إلا أن تراه بها معذباً ولها صبّاً وفيها مـُدْلهاً, وقد احرقه الوجد وأضناه التي التيم وأهلكه حزن الهوى.. إذ لا تكون عند نفسها معذبته إلا من أنها حبيبته, ولا تُثبت لنفسها القدرة عليه إلا بمحق المقاومة فيه, ولا تتم كبرياء أنوثتها إلا بتمام الدلال عليه, ولا يتأله فيها الجمال يعذّب ويُثيب إلا بتحقيق العبودية فيه”
“لا تكبرن في نفسك اغترابك فإن العاقل لا غربة عليه ولا وحشة ولا يتغرب إلا ومعه ما يكتفي به من علمه ومروءته كالأسد الذي لا يتقلب إلا ومعه قوته التي بها يعيش حيثما يتوجه.”
“وليس التوحيد مجرد إقرار العبد بإنه لا خالق إلًا الله وان الله رب كل شئ ومليكه, كما كان عبًاد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون, بل التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل له, وكمان الإنقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهه الاعلى بجميع الأقوال والأعمال والمنع والعطاء والحب والبغض, وهو واحد سبحانه في ألوهيته.فلا يستحق العبادة إلًا هو ولا يجوز التوجه بخوف أو رجاء إلا إليه, لا خشية إلا منه, ولا ذل إلا إليه, ولا طمع إلا في رحمته, ولا اعتماد إلا عليه ولا انقياد إلا لحكمه.”
“ولم أزل في عنفوان شبابي منذ راهفت البلوغ قبل العشرين إلى الآن - وقد أناف السن على الخمسين- أقتحم لجة هذا البحر العميق وأخوض غمرته خوض الجسور لا خوض الجبان الحذور ، وأتوغل في كل مظلمة وأتجهم على كل مشكلة وأقتحم كل ورطة وأتفحص عقيدة كل فرقة وأستكشف أسرار مذهب كل طائفة ،ﻷميز بين محق ومبطل ، ومتسنن ومبتدع، لا أغادر باطنيا إلا وأحب أن أطلع على بطانته ولا ظاهرا إلا وأريد أن أعلم حاصل ظهارته ولا فلسفيا إلا أقصد الوقوف على كنه فلسفته ولا متكلما إلا وأجتهد في الإطلاع على غاية كلامه ومجادلته ولا صوفيا إلا وأحرص على العثور على سر صفوته ولا متعبدا إلا وأرصد ما يرجع إليه حاصل عبادته ولا زنديقا متعطلا إلا وأتحسس وراءه للتنبه لأسباب جرأته في تعطيله وزندقته ز وقد كان التعطش إلى إدراك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري غريزة وفطرة من الله”
“- بئس الرجل يعيش لنفسه وحسب ! لا يهتم إلا بمآربه، ولا يغتم إلا لمتاعبه، ولا يعرف إلا من يقرب له مصلحة، ولا يجفو إلا من لا حاجة له عنده!”
“المتدين لا يعرف إلا سراطاً واحداً مستقيماً ليس فيه يمين ولا يسار لأن الحق عنده وحده، وليس على يمين الحق وليس على يساره إلا الباطل”