“وأرجو من القارئ أن لا ينخدع بما يتحذلق به المتحذلقون من أنهم يحبون الحقيقة ويريدون الوصول إليها بأي ثمن. إن هذا هراء ما بعده هراء. إن الإنسان حيوان وابن حيوان وذو نسب في الحيوانات عريق. فهو يود من صميم قلبه أن يكون غالباً ويكره أن يكون مغلوباً على أي حال. إن الغلبة هي رمز البقاء في معركة الحياة. ومن النادر أن نجد إنساناً يلذ له أن يصل إلى الحقيقة وهو مغلوب أو مهان أو خاسر.”
“إن الإنسان " حيوان يرفض أن يكون كذلك ”
“إن في الإنسان شوقاً إلى أن يكون خرافياً ، إن الحقيقة وحدها كئيبة ، غبية ، دميمة”
“إن الحياة "في الحقيقة" ليس لها في نظم ما بعد الشمولية فقط بعد وجودي (عودة الإنسان إلى نفسه), وفكري (كشف الحقيقة كما هي), وأخلاقي (ليصبح نموذدجاً), لكن لها فضلا عن ذلك بعد سياسي.فلو أن الدعامة الرئيسية للنظام هي الحياة "في الكذب", فليس مستغرباً أن الحياة "في الحقيقة" تصبح تهديدا كبيرا له. لذلك يجب ملاحقته أكثر من أي شيء آخر.”
“إننا على كل حال يجب أن نكون مستعدين للنظر في أي رأي جديد بعين الحياد . إن هذا هو السبيل الذي يوصلنا إلى الحقيقة مهما طال بنا السير أما التعصب أو الغرور بما نملك من معلومات ونالف من مصطلحات فهو أمر لا يؤدي بنا إلا إلى عنجهية تماثل عنجهية الجهال والبدائيين”
“إن كل دارس للشريعة الإسلامية يدرك أن ما قد يبدو في حدودها من القسوة لا يعدو أن يكون قسوة تلويح و تهديد. فهو أسلوب تربوي وقائي أكثر من أن يكون عملاً انتقامياً أو علاجاً بعد الوقوع، و هي بهذا تنطلق من أدق الأسس التربوية السلمية للمجتمع.”