“ومع ذلك فإن الإحساس الدائم بالعيش "خارج المكان"، لم يحل بينه وبين اختياره الواعي، وبكامل إرادته، لهويته العربية والفلسطينية، خاصة في مرحلة تبلور الحركة الوطنية الفلسطينية، بعد هزيمة ١٩٦٧م، الأمر الذي ساعد على تنمية وتعميق انتمائه الفكري. فقد قرر سعيد أنه عربي بالاختيار، أي من خلال عملية فكرية إرادية واعية، وهذا هو أقوى أنواع الانتماء.”
“من هو العربي؟ أن يكون الإنسان عربياً هو أن يشعر بأنه عربي فعلاً عندما يتعرض شعب أو فرد عربي لعدوان أجنبي. وهذا الشعور الذي يهمين في أوقات الأزمات لا يتناقض مع النزوع نحو الوحدة العربية الذي حددنا به هوية"العربي" في الفقرات السابقة. بل إن هذا النزوع ليس شيئاً آخر سوى التعبير الإيجابي عن ذلك الشعور خارج أوقات الأزمات. وهل الهوية شيء آخر غير رد الفعل ضد "الآخر" ونزوع حالم لتأكيد"الأنا" بصورة أقوى وأرحب.”
“الأمر الذي لا شك فيه أنني في حياتي لم يأتِ إليَّ شك في الله، وإذا كنت قد بدأت أفهم الدين فهما خاصا في وقت المراهقة، فإنني قد فهمت الإسلام على حقيقته تماما بعد ذلك. بل أعتقد جازما وحازما أنه لا نهضة حقيقية في بلد إسلامي إلا من خلال الإسلام.”
“هو الكسل الفكري الذي يحس المرء فيه بريبة في أمر ما ومع ذلك لا يتحقق منه”
“مات وأصبح كأن لم يوجد ومع ذلك فقد وُجد ومع ذلك فكأن لم يوجد..إن خرج من هذا التركيب المنطقي معنى يثبت في الفهم ، كان للحياة في الفهم معنى ثابت”
“وإذا سلموا إلى قدرهم، وهم يخشون حدوث مجازر شبيهة بمجزرة دير ياسين، فإن مئات الآلاف من الفلسطينيين قرروا مغادرة وطنهم تحرزا، لاسيما وأن بعض «اللجان الوطنية» المؤلفة من مناضلين قوميين، وخاصة في يافا، كانت تطمئن من يريدون المغادرة بأن منفاهم سيدوم قليلا، فإن هي إلا بضعة أسابيع أو بضعة أشهر، أي الوقت اللازم لتجمع الجيوش العربية لكي تقهر القوات الصهيونية. ذلك أن القرار الذي أعلنته البلدان العربية بمقاومة إنشاء دولة إسرائيل بالسلاح، أثار أملا كبيرا لدى الفلسطينيين.وحين استرجع ذلك، فإني اعتقد أن مواطني اخطأوا حين وثقوا بالأنظمة العربية، كما أخطأوا على أية حال، حين تركوا الميدان خاليا للمستوطنين اليهود. كان عليهم الصمود مهما كلف الأمر. فما كان في مستطاع الصهاينة أن يبيدوهم حتى آخر رجل. وعلى أية حال، فقد كان المنفى بالنسبة لكثيرين بيننا أسوأ من الموت.”