“توجد مجموعة قصصية جميلة للأديب نجيب محفوظ اسمها صباح الورد، تضم مجموعة قصص قصيرة، بينها قصة عن الشارع الذى انتقل إليه نجيب محفوظ فى العباسية، وقد كان يضم 15 عائلة متنوعة، من علمانى إلى وفدى، ومن ملكى إلى تركى الأصل إلى ريفى، ولكن هذا الشارع كان قادراً على استيعاب كل هذا التنوع، وأظن أن هذه هى مصر بوكيه ورد جميل متنوع، قادرة على استيعاب كل مكوناته كلما كانت معافاة (وواقفة على رجليها) اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.”
“زمن المبادئ مضي، و هذا زمن الهجرة ... النادل للبطل فى قصة "تحت الشجرة" من كتاب "الفجر الكاذب" للأديب الكبير نجيب محفوظ”
“تحكى الأسطورة القديمة أنه كان هناك شاب اسمه نرسيس كان مفتونا بنفسه، رأى هذا الشاب بحيرة صافية فلم ينتبه إلى جمالها، ولكن أسعده فقط أنه كان يرى وجهه من خلال صفحة ماء البحيرة الصافى التى كانت فى جلاء المرآة، فكان يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، كان مفتونا بصورته ذاهلا عما حوله لدرجة أنه لم ينتبه إلى موضع قدميه فسقط فى البحيرة وغرق، وفى المكان الذى سقط فيه نبتت زهرة سُميت نرسيس (نرجس) وعندما مرت الملائكة على البحيرة وجدتها تحولت إلى دموع، لم يدهشهن هذا فلا بد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذى كان يأتى إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت للملائكة إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحنى على ضفافها بتأمل جمال صفحتها فى عينيه.”
“السائر فى هذا الزمن كالسائر على حد السيف..زمنى الذى أكرهه و أتنفسه و أطالع وجهى فى مرآته كل صباح..كيف أحتمله دون أن أكون وغذا إلى هذه الدرجة؟؟”
“ورقد أخيراً على الفراش ، مسلما جسمه الهائل إلى قبضة المرض الجبار ، وقد تمرت أعضاؤه جميعاً على إرادته وبات عاجزا عن تحريكها إلا عينيه يقلبهما ذاهلاً فى سقف الحجرة ذى العمد الخشبية العتيقة يبرز من شقوقها ذيل البرص أو رأسه ويغشى ما بينها نسيج العنكبوت.إن تلك الحياة العامرة بألوان اللذات والسرور والأفراح قد اُختتمت بهذا الرقاد الأليم. وإن النور والغبطة والرفقاء قد تفانوا فى هذه اللحظة الموحشة. وانتهى كل شئ كما ينتهى الحلم الحلو وانتهى فى لحظة قصيرة كأنه لم يدم سنين وسنين ، وجاءت الساعة الرهيبة التى يتساءل فيها الإنسان فى حسرة مريرة .. أحقاً كان هذا الجسم سليماً ؟.. أحقاً كان هذا القلب حياً ؟.. أحقاً كانت هذه الدنيا حلوة سعيدة لذيذة الطعم ؟.. أحقاً ذهب كل هذا إلى غير رجعة ؟”
“إن الناس في كل مكان من هذا العالم بحاجة إلى الأمل وبحاجة إلى من يذكرها بأنها قادرة على عمل شيء بالرغم من كل المعوقات وأن أمتها لا تزال بخير ولاتزال قادرة على إنجاب أبناء لها قادرين على التغيير والنهوض بهم جميعاً”