“كانت الحركة الإسلامية تحارب الملك العلماني بينما الناس يؤيدونه.. أليس إسمه "محمد"؟ ألا يغدق على العلماء و يحتفل بالمواسم الإسلامية؟..إذن فالجماعات الإسلامية خوارج مارقون.”
“أن الحركة الإسلامية اليوم تواجه حالة شبيهة بالحالة التي كانت عليها المجتمعات البشرية يوم جاء الإسلام أول مرة من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة الإسلامية، والبعد عن القيم والأخلاق الإسلامية – وليس فقط البعد عن النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية- وفي الوقت نفسه توجد معسكرات صهيونية وصليبية استعمارية قوية، تحارب كل محاولة للدعوة الإسلامية وتعمل على تدميرها عن طريق الأنظمة والأجهزة المحلية، بتدبير الدسائس والتوجيهات المؤدية لهذا الغرض، ذلك بينما الحركات الإسلامية تشغل نفسها في أحيان كثيرة بالاستغراق في الحركات السياسية المحدودة المحلية، كمحاربة معاهدة أو اتفاقية، وكمحاربة حزب أو تأليب خصم في الانتخابات عليه.كما أنها تشغل نفسها بمطالبة الحكومات بتطبيق النظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بينما المجتمعات ذاتها بجملتها قد بعدت عن فهم مدلول العقيدة الإسلامية والغيرة عليها، وعن الأخلاق الإسلامية.. ولابد إذن أن تبدأ الحركات الإسلامية من القاعدة: وهي إحياء مدلول العقيدة الإسلامية في القلوب والعقول، وتربية من يقبل هذه الدعوة وهذه المفهومات الصحيحة، تربية إسلامية صحيحة. وعدم إضاعة الوقت في الأحداث السياسية الجارية”
“إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية،وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس !.”
“إن القيادات مسئولة - من قبل ومن بعد - عن الخسائر التى أصابت الحركة الإسلامية في هذا العصر , وعن التهم الشنيعة التى توجه للإسلام من خصومه المتربصين , فقد صورته على أنه نزوات فرد متحكم , كما صورت الهيئات الإسلامية وكأنها تسودها الدسائس و تسيرها الأهواء”
“فالنصرانية " دين " بلا " شريعة مدنية للشئون العمرانية " , تدع ما لقيصر لقيصر وما لله لله , ورسالة لاهوتها : خلاص الروح .. ومهمة كنيستها : مملكة السماء .. فلما تجاوزت " البابوية " إطار " الروح " و اغتصبت السلطة " الزمنية " أيضاً, فقدست الدنيوي , و جمدت المتغير , ووضعت الدنيا في قوالب الدين .. جاء " التنوير - العلماني " ثورة تعيد البابوية واللاهوت والكنيسة إلى مواقعها الطبيعية والأصلية .. بينما السياق الإسلامي و الملابسات التاريخية والحضارية الإسلامية , والطبيعة المتميزة للرسالة الإسلامية , لم تعرف شيئاً من هذا " الفعل " الذى جاء " التنوير الغربي " " رد فعل له " ! . ـ محمد عمارة " الإسلام بين التنوير والتزوير ”
“و في التاريخ المعاصر للدعوة الإسلامية درس بالغ الأهمية ، يدلل على فداحة الثمن الذي يمكن أن يدفعه الإسلاميون عندما يغيب عن إدراكهم هذا الوعي بقيمة الحرية . و على سبيل المثال فانه عندما صدر قرار بحل الأحزاب السياسية المصرية في الخمسينات ، التي كان وجودها أحد أشكال الممارسة الديمقراطية ، فإن فريقاً لا يستهان به من الحركة الإسلامية رحب بالقرار وقتئذ ، و هتف بعضهم بعبارة " و هزم الأحزاب وحده " .”