“سألتني عن مصدر سعادتي بكل هذا الهراء – لم تنطقها صراحة – و هل يستطيع الانسان ان يحيا خالدا قبل الممات؟ وقتها عدلت جلستى و أخفضت صوت بينك فلويد القادم من السماعة الكبيرة و شعرت بلمعان حدقة عينى مع ارتفاع بسيط فى الحواجب و بدأت فى مصارعة الهواء بإشارات ذراعي العفوية التى تساعدني كثيرا على التعبير – أو هكذا أعتقد – بصى أسمعي – محاولا إقحامها فى المشهد حتى و ان كنا نتناقش عبر الهاتف- السر يكمن فى ماهية الخلود و معناه بالنسبة للبنى أدم المتحدث معك عبر الهاتف .... بس”
“الحياة غابة.كلما تقدم بك العمر ازددت توغلا فى الادغال . ووجدت نفسك مضطرة إلى التعامل مع حيوانات بمظهر بشرى. خاصة إن كنت إمرأة فراشةز تخال العالم مرجا من الزهور.عليك أن تأخذى علما بأن كل كائن ترينة سواء كان رجلا أو امرأة يخفى كائنا آخر.إنهم يختلفون فقط فى الفصيلة التى ينحدرون منها. تجدين بينهم الحصان و الطاووس و الثعبان و الدولفين و الثعلب و العقرب و الكنارى . و الكلب و القط و الفيل و الزرافة و الاسد و الارنب و الفأر و الخنزير . و عليك ان تتعرفى على الجزيئات الحيوانية التى فى كل واحد قبل ان تسلمية نفسك. و قبل حتى ان تسلمى علية. ربما كان ضفدعا و صنع من سلامك قصة ينقّ بها فى المستنقعات !و ربما خلتة نسرا و إذا بة من فصيلة العقبان و الجوارح التى تترقب لحظة نهشك .وربما خلتة دولفين و رحت تسبحين معة و تلاعبينة و إذا بة سمكة قرش تفتح فكيها للانقضاض عليك . و ربما خلتة كلبا و إذا بة ذئب . أو ظننتة قطا سيماويا و إذا بة يتحول فى بيتك الى اسد متوحش.صار لزاما علينا ان نتعلم علم الفراسة .. و نتابع بدل قناة الجزيرة القناة المختصة بالحيوانات حتى لا نخطئ فى اختيار "حيوان" حياتنا”
“منيف يتصل من قطر معي فى أمريكا عن استشهاد فهيم فى بيروت و دفنه فى الكويت و ضرورة تبليغ ستى أم عطا فى دير غسانة ،و جدته لأمه فى نابلس ، و أمى فى الأردن . رضوى و انا نؤكد حجزنا للعودة عبر روما الى القاهرة”
“وستكتشف مع دراسة التاريخ أن كل مشايخ مصر الكبار و أصحاب الاضرحة الكبيرة و الموالد المزدحمة, هم فى الحقيقة زعماء سياسين قبل ان يكونوا رجال دين. و انهم كانوا فى صف الجماهير ضد الحاكم و الوالى و عساكر السلطان.”
“أنا لم أفقد الثقة فى هذا الشعب، هذا الشعب عجيب، يحنى رأسه و هو يلعن ظالميه، يحسب الظالمون انه استسلم ، و إنما هو يستعد للإنقضاض ، و مع ذلك فإن الإرهاب قادر على أن يسحق الحقيقة ، و يدفنها فى التراب و لكنى مؤمن بأن الحقيقة لابد فى يوم من الايام ان تخرج رأسها من الترابالحقيقة تدفن و لا تموت”
“إن الأنسان يولد و يعيش و يحيا و يموت فى الأرض و يتلاشى و ينسى أسمه و لكن الهواء الذى دخل إلى رئتيه سيظل باقيا يهب مع النسيم و مع الرياح و ستظل الكلمات التى نطق بها تدور و تدور كالموجات يتردد صداها فى فضاء لا نهائى تملأه الكواكب و النجوم”