“و قد تكلم كارل ماركس في " البيان الشيوعي " الذي أصدره قرابة عام 1845 م عن العولمة الاقتصادية و الفكرية فقال بأن من تداعيات سيطرة رأس المال أن الدول العظمى ستتغلغل , و تعشش في كل مكان و ستستخدم قوتها لفرض نفسها على بقية العالم , و أن الموروث المحلي بكل تقاليده سينهار نتيجة اقتحام الثقافة الخارجية له و سيتبع ذلك انهيار ثقافي يتبعه نشوء أدب عالمي يحمل غالبا صفات الدول العظمى التي تمتلك رأس المال , و قد أبدع ماركس في هذا البيان في تصور مصير العالم على يد الرأسمالية بشكل يشبه النبوءات.”
“الكل تربَّى على أنا المدير أفضل من الموظف ..و المسئول أرقى من الذي يُفْتَرَض أن يسأله!الرئيس أحكم من الجميع ..زعيم الشلة هو أفضل من في الشلة ..و الأول على الفصل هو سر أبيه ، و رافع رأس ذويه ..و بقية من في الفصل فاشلون ، و تتراوح نسب فشلهم على حسب الترتيب في كشوف الناجحين”
“ان عالمي الاسلام و الغرب لم يكونا يوما أقرب أحدهما من الآخر،كما هو اليوم،و هذا القرب هو صراع ظاهر و خفي،ذلك أن أرواح الكثير من المسلمين و المسلمات لتتعفن رويدا رويدا،تحت تأثير العوامل الثقافية الغربية،انهم يتركون أنفسهم يبتعدون عن اعتقادهم السابق،بأن تحسين مقاييس المعيشة يجب ألا يكون سوى واسطة لتحسين أحاسيس الانسان الروحية،و انهم يسقطون في"وثنية التقدم" نفسها،التي تردى فيها العالم الغربي،بعد أن صغروا الدين الى مجرد صلصلة رخيمة في مكان ما من مؤخرة الأحداث،ولذلك تراهم يصغرون مقاما و لا يكبرون،ذلك أن كل تقليد ثقافي،بخلاف الخلق و الابداع لابد أن يحقر الأمة و يقلل من شأنها”
“القبول بأنني لا أنتمي لأحد, و لا لشئ, و لا ثمة شئ ينتمي إليّ, قلل هذا من شأني و جعله مثل شأن شبح ما.هذه يجب أن تكون الوحدة, التي تكلمنا و قرأنا عنها كثيرا دون أن نصل حتي إلي معرفة ماذا كانت أبعادها الأخلاقية. حسنا الوحدة كانت هذا: أن تجد نفسك فجأة في العالم كما لو أنك قد انتهيت لتوك من المجئ من كوكب آخر لا تعرف لماذا طردت منه. سمحوا لك بإحضار شيئين يجب أن تحملهما كلعنة ما حتى تجد مكانًا تصلح فيه حياتك انطلاقًا من تلك الأشياء، والذاكرة المشوشة عن العالم الذي أتيت منه !الوحدة هي عملية بتر غير مرئية ، ولكنها فعالة جدًا” كما لو كانوا ينزعون عنك السمع و البصر, هكذا هو الأمر , في معزل عن كل الحواس الخارجية, و عن كل نقاط الصلة,و فقط مع اللمس و الذاكرة يتوجب عليك أن تعيد بناء العالم, العالم الذي يجب أن تسكنه و الذي يسكنك, ماذا كان في ذلك من أدب و ماذا كان فيه من متعة؟ لماذا كان يعجبنا كثيرا؟”
“من يفترض أن هناك مؤامرة كونية تحاك ضدنا في كل مكان، يشبه شخصا تشاجرت معه زوجته و فصله مديره و أصيب في حادث سيارة.. فافترض فورا أن زوجته على علاقة مع المدير و اتفقا كي يدبرا له الحادث.. و لا يتبادر لذهنه أبدا أنه قد يكون فاشلا عاطفيا و مهنيا و لا يجيد القيادة!”
“أحلم بالجري على شواطئ الإسكندرية دون ملل .. دون أن تحاصرني أصوات السيارات و الأتوبيسات و الكتل الخرسانية التي تختنق كل شيء حولنا .. أحلم أن أرى الحب في عيون حبيبتي، و ألا أفتح عينيّ على دموعها .. أحلم أن أقرأ في الصحف أن العالم القبيح أدرك قيمة الحب و جعله دستور كل دولة .. أحلم بأن نملك قلوبًا أكثر حبًا و عقولاً أكثر تسامحًا و أقلامًا أكثر تقدمًا .. أحلم بأن نعيش حبًا في حب .. فقد يمتلك الإنسان أرصدة العالم أجمع، يشترى بها كل شيء ما عدا الحب .. قد يملك الإنسان كل الأشياء و يعجز عن شراء قلب، و لا يستطيع الوصول إلى قلب امرأة أحبها و لم تحبه و أرادها و هى لا تريده، فما أروع أن تجتمع الإرادتان في لحظة إحساس راقٍ تساوي أرصدة العالم أجمع ..”