“ونريد والإسلام يتعرض لمحنة كبرى أن نحدد المواقف!. إن أعداءنا لم يكتموا من نياتهم شيئا ٬ لأنهم لم يروا أمامهم ما يبعث الكتمان أو الحذر.. اليهود يقولون: لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل! والمعنى واضح فإن الهيكل المطلوب فوق تراب المسجد الأقصى!. والصليبيون الجدد يقولون خلقت إسرائيل لتبقى.. بل يهددون بنسف هيئة الأمم إذا اتخذت قرارا بفصل إسرائيل..!هل بقى غموض حول أوضاعنا بعد تصريحات الفريقين؟!إن المعركة فى حقيقتها ليست حشد بضعة ملايين من اليهود فى فلسطين لسبب أولآخر!! إن المعركة حول الوجود الإسلامى كله.وتساؤل القوم هو: لماذا يبقى الإسلام أكثر مما بقى؟”
“كان الساسة أعنى ساستنا يريحونهم من أعباء المعارك ويهيئون لهم الغنائم الباردة! ثم يقال بعد ذلك فى افتراء صفيق: إن الجيش اليهودى لا يقهر..!كانوا يأبون أن يكون للدين أعنى الإسلام أى أثر فى المعركة!وهذا المسلك قرة عين إسرائيل ٬فهى ببواعث دينية باطنة وظاهرة تحرك أجهزتها المدنية والعسكرية ٬ وتجند الرجال والنساء والشباب والشيوخ ٬ وتستجيش أحقاد الصليبيين على العرب ٬وتستجمع كل متاح من الأقلام والأفكار وفنون الدعاية كى تنتصر!آما ساستنا فكانوا أمام هذا التحدى الدينى الصارخ ٬ يقولون لشعوبهم: لا دخل للدين فى السياسة ٬ ولا صلة للدين بالحكم ولا بالحرب!بل يصبون الويلات على رأس من يتحدث عن الإسلام وضرورة الولاء له..ماذا تنشد إسرائيل أكثر من هذا لتلتقى برجال خواء فتحصدهم حصدا؟”
“إن ارتباط الشريعة بالعقيدة لا يمكن فكه ولا التهوين منه، ولذلك فإن إدارة أى حوار حول التشريعات الفرعية يكون ضربا من اللغو إذا لم نجب بحسم عن الأسئلة الآتية: هل الألوهية حق؟ هل لله وحي ملزم؟ هل الإنسان حر فى تجاوز مراد الله؟”
“.إن المرأة ينبغى أن تجيد القتال دفاعا عن الأرض والعرض والدين والدنيا!!إننا أهملنا ذلك كما أهملنا ربطها بشعائر المسجد!!. ولست أدعو إلى تجنيد النساء ٬ وإن فعل ذلك الآن بنو إسرائيل استعدادا ليوم ما معنا! فإن الألوف المؤلفة من الرجال لم تؤد هذاالواجب بعد ٬ وإنما ألفت النظر إلى تفاوت بين ديننا وحياتنا ٬ ربما يؤثر فى مسيرته أو ينال من دعوته ٬ أو يجعل البعض يتهم الإسلام باحتقار المرأة”
“والواقع أن المسلم لا يطيق عصيان الله، ولا يرضى به، ولا يبقى عليه إن وقع فيه؟ بل إن ما يعقب المعصية فى نفسه من غضاضة وندامة يجعل عروضها له شبه مصيبة، فهى تجىء غالبا، غفلة عقل، أو كلال عزم أو مباغتة شهوة وهو فى توقيره لله، وحرصه على طاعته يرى ما حدث منه منكرا يجب استئصاله.إنه كالفلاح الذى يزرع الأرض فيرى " الدنيبة " ظهرت فيه، فهو يجتهد فى تنقية حقله قدر الاستطاعة من هذا الدخل الكريه.ولو بقى المسلم طول حياته ينقى عمله من هذه الأخطاء التى تهاجمه، أو من هذه الخطايا الذى يقع فيها، ما خلعه ذلك من ربقة الإسلام، ولا حرمه من غفران الله.”
“لقد تأملت فى الأحداث المثيرة التى وقعت فوجدت أن الذى أضرم النار فى المسجد الأقصى من بضع سنين يهودى أسترالى ٬ وأن الذى أطلق الرصاص على المصلين فقتل وجرح عشرات ٬ وصوب طلقاته على قبة الصخرة فكاد يهدها يهودى أمريكى!.إن الأخوة الدينية جمعت بين الأستراليين والأمريكيين لدعم`إسرائيل` وكذلك جمعت هذه الأخوة بين شرق أوروبا وغربها ٬ وبين اليهود العرب فى إفريقية وآسيا! وعد أولئك كلهم أولاد الأنبياء ٬ ونسل يعقوب المبارك!.والعالم المتحضر لا يرى فى هذا الرباط شيئا ينكر... الشىء الذى ينكر حقا هو الإخاء الدينى بين المسلمين وحدهم وتحول هذا الإخاء إلى سياج يحمى عرب فلسطين من الهاجمين عليهم!!ومن ثم كانت قضية فلسطين عنصرية لا دينية ٬ كما يصورها لنا الخادعون المخدوعون”
“الدولة التى أقامها بنو إسرائيل على أنقاضنا تتمتع بميزات محلية ودولية كثيرة.. لكن شيئا من ذلك لا يجديها إذا عرفنا من نحن؟ وقررنا أن نعمل! أي إذا انطلقنا بعقائدنا الإسلامية ٬ ومضينا نطلب إحدى الحسنيين: النصر أو ال...شهادة ٬ وكان وراء المقاتلين جمهور جاد كادح مستميت..! إن تفوق السلاح وتظاهر الأعداء من كل فج لن يفتا فى عضدنا! فنحن خلال تاريخنا الطويل لم نكسب معاركنا الكبرى بكثرة العدد ورجحانالسلاح ٬ بل كسبناها بالاستناد إلى الله وبذل كل ما لدينا من طاقة.. وجميع المعارك التى كسبها اليهود فى عدوانهم علينا فى السنين الأخيرة لم تكن لبسالة المقاتل اليهودى أو لعظمة أسلحته ٬ بل كانت ونقولها محزونين مكسورين لتفاهة القيادات وسذاجة الخططوعربدة الشهوات فى صفوف العرب..!!ولو كان العرب بهذه الخصال يقاتلون جيشا من القردة لانهزموا ٬ فأنى لهم النصر ٬ وبعضهم يأكل بعضا ويتربص به الدوائر ٬ والكل بعيد عن الإسلاممنسلخ من تعاليمه...”