“صارتْ أدراجي خالية , بما يشبه حياتي و حقيقتي , كُنتُ أشبهني كثيرًا و أنا أحدق في الفراغ , و أعود لأتفحص مقتنياتي الهزيلة منذُ ولادتي المزعومة و حتى اللحظة , ثلاثين سنة أو أكثر , أحب أن أفكر بأنني في الثلاثين منذُ ثلاث أو أربع سنوات و أنا أفكر بأنني في بداية الثلاثين , ولأنني لا أعرفُ متى ولدتُ بالضبط , فأنا ما زلتُ في بداية الثلاثين , كل عام يمرّ وأنا لا أزال في بداية الثلاثين , أحيانًا في الثالثة و الثلاثين , أحيانًا في الرابعة و الثلاثين , وأحيانًا أفكر ... ما المانع في أن أكون في السادسة و العشرين ؟ ما الذي يمكن أن يمنع حدوث ذلك ؟ أن تجهل تاريخ مولدك يعني أن تفقد علاقتك بالزمن , أو لنقل .. أن يفقد الزمن علاقته بكْ , لأن الزمن يحب لعبة العد و الحساب يحتاج الزمن إلى نُقطة بداية إلى تاريخ ميلاد .. ما الذي يحدث عندما يكف عن الجري ببساطة , لهذا السبب مازلتُ في بداية الثلاثين منذُ أربع أو خمس سنوات , وأنا في الثلاثين وبكامل رغبتي ..”
“هل هو الخوف من الموت قبل الثلاثين؟ , و أنا الذي ما زلت أردد دائما أن الموت مناسب جدا في الثلاثين إذا كنت قد أنجزت كتابا يحمل أفكارك و أنجبت طفلا يملأ مكانك وسط الملعب و لم تقتل نفسا زكية بغير نفس”
“الإنسان حيوان له تاريخ ! ما معنى ذلك ؟ معناه أن الميزة الأولى التي تميز الانسان من غيره من المخلوقات هي أن كل جيل من البشر يعرف تجارب الجيل الذي سبقه و يستفيد منها ، و إنه بهذه الميزة وحدها يتطور . و على العكس من ذلك الحيوان ، فالأسد أو القط أو الكلب الذي كان يعيش في الأرض منذ ألف سنة لا يمكن أن يختلف عن سلالته التي تراها اليوم في الصفات و الطباع و نوع الحياة”
“اما اذا سمعتم انسانا يقول "انا" و عرفتم انه يعني نفسه و الغراب كذلك, و كل ما في العالم الذي لا بداية له و لا نهاية, فخّرو امامه ساجدين. ذلك الانسان - اله!”
“الحائط أبعد مما ينبغيوليس هناك ما أتكئ عليهسقوط عاديوارتطام بحوافغيّرت أماكنها في العتمةكما أن البلاط-الذي كثيرًا ما نظفته من تراب أحذيتهم-لم يكن رحيمًاكيف أسمح لنفسيأن أكون وحيدة قبل الثلاثين؟؟”
“فكّروا في الكلمات الجديدة التي كان علينا أن نتعلمها خلال الثلاثين سنة الماضية : وهّابي، جهادي، أفغان عرب، عاصفة الصحراء، فتوى، القاعدة .ما الذي تشترك فيه هذه الكلمات؟”