“ثم أمرهم تعالى بالمسارعة إلى مغفرته وإدراك جنته التي عرضها السماوات والأرض، فكيف بطولها!؟”
“وإذا كان من المستنكر جهل الإنسان بحال أبويه ومباعدته لذلك فكيف بحالة الرسول ,, الذي أولى بالممؤمنين من أنفسهم , وهو أبوهم الحقيقي , الذي حقه مقدم على سائر الحقوق بعد حق الله تعالى .”
“العبد مأمور أن ينظر إلى من دونه في المال والجاه والعافية ونحوها، لا إلى من فوقه؛ فإنه أجدرُ أن لا يزدريَ نعمة الله عليه، وكذلك إذا ابتلي ببلية فليحمد الله أن لم تكن أعظم من ذلك، وليشكر الله أن كانت في بدنه أو ماله لا في دينه، وصاحب هذه الحال مطمئن القلب، مستريح النفس، صبور شكور”
“فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة، بل هو رحمة خاصة؛ فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف”
“وفي قوله "فإن تخفوها وتؤتوها للفقراء فهو خير لكم" فائدة لطيفة، وهو إن إخفائها خير من إظهارها إذا أعطيت للفقير. فأما إذا صُرفت في مشروع خيري لم يكن في الآية مايدل على فضيلة إخفائها، بل هنا قواعد الشرع تدل على مراعاة المصلحة، فربما كان الإظهار خيراً، لحصول الأسوة والإقتداء، وتنشيط النفوس على أعمال الخير.”
“إن العبد إذا رأى أعمال أهل الخير وعجزه عن القيام بها , أوجب له ذلك الإزراء بنفسه واحتقارها , وهذا هو عين صلاحه , كما أن رؤيته نفسَه بعين الإعجاب والتكبر هو عين فساده”
“وقبيح بعبد لم تزل نعم الله عليه متواترة , وفضله عليه عظيم من كل وجه , أن يكون جاهلاً بربه معرضًا عن معرفته”