“ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﺍﻟﺨﻠﻘﻴﺔ٬ ﻓﻬﻮ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺍﺑﺘﺪﺍء ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺷﺮﻳﻒ٬ ﻭﺃﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻛﻔﺎﺣﻪ ﻭﺟﻬﺪﻩ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﻨﻰ ﻛﻴﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ. ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ؟ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻴﻢ ﺃﻭﺩﻩ؟ ﻓﻠﻴﻮﻓﺮ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺮﻓﻬﺎﺕ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻴﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﺗﻠﻚ ﻓﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ٬ ﺇﻥ ﻗﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺄﻟﺠﺄ ﻓﺮﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ٬ ﻓﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻫﻨﺎ ﻳﻘﻊ ﻭﺯﺭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻔﺮﻁ٬ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﺍﻟﻤﻀﻴﻊ. ﻓﺈﻥ ﻛﻔﻠﺖ ﻟﻠﻔﺮﺩ ﺿﺮﻭﺭﺍﺗﻪ ﺛﻢ ﻣﺪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺪﻩ٬ ﻣﺤﺼﺖ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﺟﻴﺪﺍ ﻗﺒﻞ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻪ٬ ﻓﻠﻌﻞ ﻫﻨﺎﻙﺷﺒﻬﺔ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﺮﻗﺎ ﻳﻨﺒﺾ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ٬ ﻭﺍﻹﺑﻄﺎء ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺩﻳﻨﺎ٬ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ : ”ﺇﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻷﻥ ﻳﺨﻄﻰء ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻔﻮ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﺨﻄﻰء ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ".”ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺘﺒﻴﻊ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺃﻥ ﻓﻄﺮﺗﻪ ﺍﻟْﺘَﺎﺛَﺖْ ٬ ﻭﺃﻧﻪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺼﺪﺭ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﻠﻔﺘﻪ ﻭﺁﻭﺗﻪ٬ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺒﺎﻝ ﻋﻄﻔﻬﺎ ﻭﻋﻨﺎﻳﺘﻬﺎ٬ ﺑﺘﻌﻜﻴﺮ ﺻﻔﻮﻫﺎ ﻭﺇﻗﻼﻕ ﺃﻣﻨﻬﺎ٬ ﻓﻼ ﻣﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺕ ﻣﻦ ﻋﺪﻭﺍﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻓﺮﺍﺩﻫﺎ٬ ﻓﻜﺴﺮﺕ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺆﺫﻯ ﺑﻪ ﻏﻴﺮﻩ.”