“وخلاصة القول أن ولاةعثمان كانوا من خيرة أكفاء الرجال و إذا ما تجاوزنا تلك الهنات التي قلما يسلم منها إنسان أيا كان موقعه فإننا لا نجد عند واحد منهم ما يقدح في دينه و أمانته في خدمة الإسلام والسهر على رعاية دولته”
“لقد كان ابن السوداء يمثل تيارا خفيا خطيرا يعمل بتخطيط محكم ، و تدبير خبيث لتدمير الدولةالإسلامية، و لقد صادف هذا التدبير الماكر أرضا خصبة بين العرب الذين أسلموا متأخرين ،و كانوا لا يزالون متأثرين بعصابيتهم وبداوتهم، يأكلهم الحقد على شيوخ الصحابة الذين أصابوا- بسبقهم إلى الإسلام و جهادهم- مغانم شرعية، و مناصب في الدولة ، فأراد هؤلاء الأعراب أن يكون لهم مثلها بلا سبق ولا جهاد، كما كان منهم الموتورون بسبب ما أقيم على بعض أقربائهم من حدود شرعية”
“و كانت عائشة كثيرا ما ترددقولها :" غضبت لكم من سوطعثمان ، أفلا أغضب له من سيوفكم؟!" و لهذا فقد دفعهم هذا الشعور بالتقصير و الإحساس بالذنب إلى ما أداهم إليه إجتهادهم وهو النهوض للقصاص من قتلة عثمان رضى الله عنه، و هو إن كان اجتهاداً جانبه الصواب ، إلا أن ذلك لا يقدح في شخصياتهم فالصحابة ليسو معصومين من الخطأ و هم لم يكونوا يتعمدونه أو ينوون به شراً”
“كان ابن سبأ يهوديا من صنعاء ، و كانت أمه سوداء ولهذا قيل له "ابن السواء" . و قد كان هذا اليهودي يمتلئ حقدا على الإسلام والمسلمين فبيت في نفسه أمراً لتخريب دولةالإسلام”
“لقد كان القصد من دراسة الفتنة في عهد عثمان بيان أهم جوانبها وملابساتها و دوافعها و دلالاتها، حتى يمكن معرفة الصلة بين تلك المؤامرة و مجريات الحوادث في تاريخ الدولةالأموية، فلقد ألقت حركةالخوارج في عهد عثمان بظلالها الكثيفة على مالحقها من أحداث في الدولة الأموية . بل في ناريخ الأمةالإسلامية حتى يوم الناس هذا.”
“أقسم عثمان على حراس الدار أن يعودوا إلى منازلهم ، كره -يرحمه الله- أن تراق من أجله محجمة دم، و هكذا لم تزايله رحمته و بره بالمسلمين حتى في هذه اللحظات العصيبة. فقرر أن يلقى مصيره وحده، و قد ظن أن ذلك سيجنب المسلمين إراقةالدماء و هو لا يعلم أن تضحيته بنفسه سوف تكون بداية لإراقة دماء غزيرة ، و فاتحة لمأساة دموية بين المسلمين.”
“ابن خلدون" وكان أكثر العرب الذين نزلوا هذه الأمصار جفاة لم يستكثروا من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا هذبتهم سيرته وآدابه ولا ارتاضوا بخلقه، مع ما كان فيهم في الجاهلية من الجفاء والعصبية والتفاخر والبعد عن سكينة الإيمان. وإذا بهم عند استفحال الدولة قد أصبحوا في ملكة المهاجرين والأنصار من قريش وكنانة وثقيف وهذيل وأهل الحجاز ويثرب السابقين الأولين إلى الإيمان، فاستنكفوا من ذلك وغضوا به، لما يرون لأنفسهم من التقدم بأنسابهم وكثرتهم، ومصادمة فارس والروم مثل قبائل بكر بن وائل وعبد القيس بن ربيعة وقبائل كندة والأزد من اليمن وتميم، وقيس من مضر”