“كمقهى صغير على شارع الغرباء -هو الحبُّ ... يفتح أبوابه للجميع.كمقهى يزيد وينقُصُ وَفْق المُناخ:إذا هَطَلَ المطرُ ازداد رُوّادُهُ،وإذا اعتدل الجو قلُّوا وملُّواأنا ههنا - يا غربيةُ - في الركن أجلسما لون عينيكِ؟ ما اسمكِ؟ كيفأناديك حين تَمُرِّين بي، وأنا جالسفي انتظاركِ؟مقهى صغيرٌ هو الحبُّ. أطلب كأسينبيذٍ وأشرب نخبي ونخبك. أحملقبّعتين وشمسية. إنها تمطر الآنتمطر أكثر من أي يوم، ولا تدخلينأقول لنفسي أخيراً: لعل التي كنتأنتظرُ انتظَرَتْني ... أو انتظَرتْ رجلاًآخرَ - انتظرتنا ولم تتعرف عليه / عليَّ،وكانت تقول: أنا ههنا في انتظاركما لون عينيكَ؟ أي نبيذْ تحبُّ؟وما اسمكَ؟ كيف أناديك حينتَمُر أمامي”
“كمقهي صغير علي شارع الغرباءهو الحبّ... يفتح أَبوابه للجميع.كمقهي يزيد وينقص وَفْق المناخ:إذا هَطَلَ المطر ازداد روَّاده،وإذا اعتدل الجوّ قَلّوا ومَلّوا...أَنا هاهنا يا غريبة في الركن أجلسما لون عينيكِ؟ ما اَسمك؟ كيفأناديك حين تمرِّين بي ، وأَنا جالسفي انتظاركِ؟مقهي صغيرٌ هو الحبّ. أَطلب كأسيْنبيذ وأَشرب نخبي ونخبك. أَحملقبَّعتين وشمسيَّة. إنها تمطر الآن.تمطر أكثر من أيِّ يوم، ولا تدخلينَأَقول لنفسي أَخيرا: لعلَّ التي كنتأنتظر انتظَرتْني... أَو انتظرتْ رجلاآخرَ انتظرتنا ولم تتعرف عليه/ عليَّ،وكانت تقول: أَنا هاهنا في انتظاركَ.ما لون عينيكَ؟ أَيَّ نبيذٍ تحبّ؟وما اَسمكَ؟ كيف أناديكَ حينتمرّ أَماميكمقهي صغير هو الحب”
“مقهى وانت مع الجريدة جالسفي الركن منسياً ، فلا أحد يهينمزاجك الصافي ،ولا أحد يفكر باغتيالككم أنت منسي وحر في خيالك!”
“مقهى، وأنت مع الجريدة جالسلا، لست وحدك. نصف كأسك فارغوالشمس تملأ نصفها الثاني ...كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك،لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،أو يدقق في ضبابك إن نظرتمن قارئ!فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلعقميصك أو حذاءك إن أردت، فأنتمنسي وحر في خيالك، ليس لاسمكأو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكونكما تكون ... فلا صديق ولا عدويراقب هنا ذكرياتكمقهي ,وأنت مع الجريدة جالسٌفي الركن منسيّا، فلا أحد يهينمزاجك الصافي،ولا أحدٌ يفكر باغتيالككم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك!”
“وسألتك: لم تعرفْ، إذاً، كيف تحب؟ فأدهشني قولكَ: ما الحبُّ؟ كأنني لم أحب إلا عندما كان يخيل لي أنني أحب.. كأن تخطفني من نافذة قطار تلويحةُ يد، ربما لم تكن مرسلة إليّ، فأولتها وقبّلتُها عن بعد.. وكأن أرى على مدخل دار السينما فتاةً تنتظر أحداً، فأتخيل أني ذاك الأحد، وأختار مقعدي إلى جوارها، وأراني وأراها على الشاشة في مشهد عاطفيّ، لا يعنيني أن أفرح أو أحزن من نهاية الفيلم. فأنا أبحث في ما بعد النهاية عنها. ولا أجدها إلى جواري منذ أنزلت الستارة. وسألتك: هل كنت تمثِّل يا صاحبي؟ قلتَ لي: كنتُ أخترعُ الحب عند الضرورة/ حين أسير وحيداً على ضفة النهر/ أو كلما ارتفعت نسبة الملح في جسدي كنت أخترع النهر..”
“كما لو فرحتُ: رجعت. ضغطتُ علىجرس الباب أكثر من مرةٍ، وانتظرتُ...لعّلي تأخرتُ. لا أحدٌ يفتح الباب، لانأمةُ في الممرِّ.تذكرتُ أن مفاتيح بيتي معي، فاعتذرتُلنفسي: نسيتُك فادخلدخلنا ... أنا الضيف في منزلي والمضيف.نظرتُ إلى كل محتويات الفراغ، فلم أرَلي أثراً، ربما ... ربما لم أكن ههنا. لمأَجد شبهاً في المرايا. ففكرتُ: أينأنا، وصرخت لأوقظ نفسي من الهذيان،فلم أستطع... وانكسرتُ كصوتٍ تدحرجفوق البلاط. وقلت: لماذا رجعت إذاً؟واعتذرتُ لنفسي: نسيتُك فاخرج!فلم أستطع. ومشيت إلى غرفة النوم،فاندفع الحلم نحوي وعانقني سائلاً:هل تغيرتَ؟ قلت تغيرتُ، فالموتُفي البيت أفضلُ من دهسِ سيارةٍفي الطريق إلى ساحة خالية !”
“أنتِ غدي وحاضري ولا أمس لي ـ تقول لها.وتقول لك: أنتَ غدي وحاضري و لا أمس لي.تنامان اثنين في واحد،ولا تحلمان بما هو أكثر من هذا.لم يسأل أحد منكما الآخر عن معنى الاسم،... من شدَّة ما كان مجهولكما الشَّهي عاكفاً على تأجيج الفتنة.تفتنكَ وتفتنها.وبعد أن تمتلكَها وتمتلكك،وتمتليء بها وتمتليء بك،يناديك ما يناديها من أقاليم البعيد،فتحنُّ هي على ماضيها خلف الباب،”