“ صحيحٌ أن اللغات كلها تحفل ألفاظها بفوارق بين الدلالة المعجمية والدلالة المجازية, لكن العربية تنفرد بأنها تستخدم لفظة واحدة للدلالة على الشيء ونقيضه! مثل (الجون) التي تعني الأبيض, وتعني الأسود.”
“أصحاب المحالِّ معظمهم وافدون، و المشتورن أيضاً وافدون، وهو مثلهم وافدٌ على المحال كلها، وعلى الحياة.الكل على الحياة وافدٌ. لكن ألفة الوجوه ودفء المحال، والحب والأوهام، تذهلنا عن أننا الآن راحلون لا محالة. وما اللحظات التي نحاول الاستمساك بها كل حين، إلا عبورٌ في سفرٍ مستمرٍ واغتراب مؤقتٌ في محال.”
“ نحن نفكر دوما عبر اللغة، واللغة مشبعة بالدلالات الدينية، والدلالة الدينية عميقة في تراثنا وغائرة. ولذا فمن العسير أن نصل إلى تلك الدرجة من التجرد والتجريد العقائدي اللازمين لأي عملية فهم عميق للماضي، والحاضر أيضا ”
“العقلية العربية التي نزل فيها القرآن, حسبما دلت عليها الشواهد, هي عقلية عملية ( براجماتية ) تُعنى بالواقع المعيش, فقد مدهم القرآن بنظام حياتي ولم يكتف النص القراني بالإلهيات التي فاضت بها السور المكية .*”
“نظر المُبجَّل نسطور في عينيّ بعينين يملؤها الأسى، وقال ما معناه: هل فيما أقرؤه أيُّ شيءٍ عجيب؟ أم أن العجب مما يقوله كيرُلّس وأشياعه؟ يا هيبا، إن الخطر أهم وأبعد من لفظة «ثيوتوكوس» التي يتسلّى الجهلةُ والعوامُ بترديدها. إن الأمر يتعلق بحقيقة الإيمان، وبقدرة هذا الدين على مخاطبةِ قلب الإنسان وعقله في كل زمانٍ ومكان. إن والثنيين يهزأون من إسرافنا في الخرافة، وسيأتي من بعد هؤلاء المستهزئين بنا مستهزؤون منّا، يسخرون من تلك الأوهام، ويحاولون طرحها، فيطرحون الديانة بجملتها.”
“هناك شكوك كثيرة أراها دور بقوة حول صحة هذه الرسائل (النبوية) خاصةً تلك التى يُقال إنها أُرسلت إلى المقوقس وهرقل .. فالأختام والخطوط غير متطابقة، والمقوقس نفسه لم يكن قد جاء لمصر أصلاً، فى السنة التى تذكر فيها المصادر التاريخية الإسلامية، وكتب التاريخ المدرسى بالبلاد العربية كلها؛ أن الرسالة أُرسلت فيها! وهى السنة السابعة للهجرة.”
“الكل على الحياة وافد ، لكن ألفة الوجوه ودفء المحال والحب والأوهام تذهلنا عن أننا الآن راحلون لا محالة . وما اللحظات التي نحاول الاستمساك بها كل حين إلا عبور في سفر مستمر واغتراب مؤقت في مَحال.”