“الليل شمعة مطفأة والموت روح لم تأكل بعد من الثمر الحراموالصمت كلمة لم تجترح بكارتها بشعر ولا بنثر”
“-"هو الطموح نفسه الذي ربط بيننا، وكما سأشرك نفسي معك في خطة الفرار أشركتك في تشوهي الخاص، وأحزاني الخاصة، أشركتك في وحدتي، أنت تعرف معنى الوحدة، معنى أن تتجمد وترى الجليد بلا عينٍ يزحف مع الزرقة على أطرافك، كنت جوارك وأنت لا تراني، تلك الليلة منذ عشر سنين حين شعرت لأول مرة بألم في كليتيك، تصاعد أنينهما، ووجدتَ الخوفَ يزيد ألمك، وأنت تتشبث بلا شيءِ الظلامِ، ساعتها مددتُ لك يدي، مددتها لك بطول ذراعي، لكنك لم ترني."اليوم تراني، لقد أكلتَ من صوبة الخلد المحرمة التي زرعتَها في المعمل، ورأيتَ عورتك، أنا عورة الإنسان التي يغطيها بجلده وبدنه، جئتك كثيرًا في أحلامك لكنك لم تذكرني أو حسبتني كابوسًا، لقد أنكرتني سرًا وعلانيةً فعشتُ وحدي وعشتَ وحدك."إنني حزين أيها الإنس، حزين وأنت لا تستطيع استيعاب حزني، أنت أكلت من شجرة الخلد وأنا أكلت من شجرة الحزن، لا أعرف هل أنا حزين بعد الخطيئة، أم أن حزني هو الخطيئة، لا أعرف أيهما كان أولاً، لكنني مؤمنٌ أنني لن أقف تحت هذه السماء إلى الأبد”
“مِمَّا تألُّهِهِم أعودْمِمَّا تكهّنِهِم سآتيذاتَ يومٍمِن رفاتيأبعث الأعضاءَ من وضع السجودْمِمَّا ادّعَوا أني تعشّقتُ النساءَ يرونني،أَلَهُمْ دعَوا أعداءَهمْ،ونساؤُهمْ لي أو يزيدْ؟أَلهُم عبيدْ؟وأنا أُسلسِلُ في فراشي جارياتي؟همْ رجالٌ ينزعونَ النصرَ يَقطُر بالدِّما،وأنا أشاهدُ مِن بعيدْ؟كلا..وذاتيإن تلك قضيةٌ ليست تُقدَّر بالوجودْليست (أكونُ.. ولا أكونُ)، ولا (أحوزُ.. ولا أحوزُ)قضيتي ألا أموتَولا أموتَ،وأنْ أريدَوأنْ أريدْ .!”
“قال لي:-أنت شابٌّ وفتيّ، ولهذا فسوف تغويك امرأة، وسيمفونية، وقصيدة شعر.احذر الأثواب لأن النساء لا يحتجن إلى عيون.تعلم كيف تغمض أذنك كما تغمض عينك.الشِّعر مكروهٌ بعد الخليقة وحرامٌ قبل الخلود.سأعرف أنك أكلت من المرأة حين تلطّخك الأجنّة.وأنك شربت من السيمفونية حين تبللك الدموع.وأنك سكنت القصيدة حين يقشعرّ جلدك كالصوف المنفوش.حين يبدو عليك كمعطفٍ.حين يبدو عليك كمعطفٍ ليس معطفَك.”
“لا تنس العربية لأنها العجين الذي يربط أحجار مسجدي السيدة والحسين. لا تنس الإنجليزية لأنها لغة من لا لسان له. لا تنس الألمانية لأنها لغة الشيطان. لا تنس الفرنسية لأنها تصبغ الشفاهَ بلون الأحبّة المفضّل. لا تنس الإيطالية لأنها لغة النجوم ومدوَّنات الموسيقى الكلاسيكية. لا تنس اللاتينية لأنها محفورة في كبد كل حجر من أحجار كنائس العصور الوسطى المقدسة. لا تنس اليونانية لأنها لغة آلهة الإغريق التي كانت أذكى من أن تعيد خلق من خلقوهم ليخلقوهم. لا تنس الفارسية لأنها لغة ملائكة الموت الذين قد تحتاج للتفاوض معهم. ولا تنس القشعريرة لأنها أصل اللغات، وبها تستطيع التفاهم في المؤتمرات الكونية، وورش العمل السماوية.”
“إنني أصل الآن إلى ذلك المستوى المنحطّ الذي يمكّنني من تبصّر الارتفاع، والتأكد من أنني مجرد جلطة جلدية وعضلية وعظمية في سيلان المادة البشرية التي تملأ العالم منيًا وطمثًا.إنني أهبط الآن إلى تحتي، وإلى تحت تحتي، وأتغطى بطبقات الجلد والشعر ثم الدم والشرايين والأوردة، ثم العظام، ثم أصغر فأصغر، حتى أصل إلى أحطّ مستويات الحياة وأكثرها واقعية وحقيقية، هذا اللحم غير العاقل الذي أسكنه، والذي لا يفهم سوى اللذة أو الألم.إنني أسقط الآن في هذا الجسد الذي ليس لي غيره، وليس لي فوقه أو تحته أو وراءه، وليس فيه سوى ما يجري في تجاويفه من عصارةٍ ودم ونخاع وصديد، أسقط لأعرف، ولست أنوي الصعود.معركتي الأخيرة هي المعرفة.إنني لن أضم لصدري بارز الضلوع، المرتجف من البرد والمتمزق بالروماتزم والمتحشرج بالكآبة نهدي امرأة، لن أضم له بعد ذلك أبدًا نهدي امرأة، لكنني سوف أعرف.سوف أعرف.”
“طَفْوُ الأجساد:في آخر الأيام من عمر السما المنكّسهْرأيت صفحة الدما المدنّسهْيطفو عليها إبن آدمٍ إلى شطوط غربهِمنتفخًا بالطحلب النامي عليه كالرغيفْمغتربًا مثل الخريفْوشاحبًا كغيبهِمزدوجًا فوق السطوح العاكسهْعن موته تروي الطبيعةُ الأساطيرَ التي صدقتُها،رويتهاعساه أن يخلع ثوبه الملوّن الشفيفْيخلع عينه، ولحمه، وضرسهُ،وعظمه المكدّس السخيفْلكي يسير فوق ماء النهر حيًّا في الليالي القارسهْفلا تصيبه ارتعاشة الجسم الكثيفْلكنه أبىٰ، اكتفىٰ باليابسهْوالآن بعد أن تهاوَىٰصار يطفو كالرغاوَىٰفي النزيفْلعْناتيَ المقدسهْتحط فوقه إذا اكتفىٰطفااختفىٰفي الأفق يرسو جسمهُإلى مصيره المخيفْ.!”