“فى هذه اللحظة التى أبكى فيها بدل الدموع دماً .. أين أنتِ ؟ ... أين أراضيكِ ؟ هل تجلسين الأن فى غرفة المعيشة " تضعين يدكِ خلف ظهرك و تشتكين من آلام بطنك المتكورة , وتقولين لزوجك - الذى يلعب دورى لظروف إنتاجية لا علاقة لى بها - :- " شايف ابنك الشقى بيعمل إيه ؟ !"أم أنكِ تعانين الأن من مشاكل المرأة العاملة .. تسرعين فى الصباح إلى عملك لاعنة زحمة المواصلات وقرف الوظيفة .. تركبين عربيتك النصف عمر دون شعبطة فى الأوتوبيس , كنتِ ستنالينها معى مثلما كنتِ تقولين ساخرة حين كنا نحب بعضنا بقوة ؟أم أنكِ عدتِ تواً من مكتب البوسطة بعد أن أرسلتِ الجواب العاشر خلال شهر لزوجك - المقيم فى الإمارات ربما - تُذكرينه بأن يعود لكِ فى الإجازة القادمة بالمروحة الليزر و الكاسيت أو سى دى و الفيديو " ملطى سيستم "... أم .... هل خانك التوفيق فى تجربتك الأولى .. هل تجلسين الأن فى غرفتك الضيقة فى بيت أهلك " مفكوكة الكتاب مخسوفة الجواب " .. تخرجين من كرتونة تحت الدولاب رسائلى القديمة و قصائدى التى كنت أتصورها شعراً ذا مستوى .. و تقولين لنفسك بأسى :- " خلاص راح ولن يعود مهما استرحمت دقات قلبى .. فأنا الذى بدأ الملامة و الصدود .. و لن يعود .. "وحياتك سأعود زاحفاً و باكياً و مُقبِّلاً الأرض لو أردتِ .. فأنا من بنى بجم الذين لا يعتبرون ولا يتعظون ولا يكادون يفقهون حديثاً , لست أدرى أين أنتِ الأن بالذات فى هذه اللحظة التى أبكى فيها بدل الدموع دماً ؟ لكننى أدرى ومتأكد تماماً أنكِ لا تبكين أبداً , لو كنتِ تعرفين البكاء لكنتِ إلى جوارى الأن .”

بلال فضل

بلال فضل - “فى هذه اللحظة التى أبكى فيها بدل الدموع دما...” 1

Similar quotes

“أم هل خانك التوفيق في تجربتك الأولى ... هل تجلسين الآن في غرفتك في بيت أهلك , تخرجين من تحت الدولاب رسائلي القديمة و قصائدي التي كنت أتصورها شعراً ذا مستوى..و تقولين لنفسك بأسى " خلاص راح و لن يعود مهما استرحمت دقات قلبي.. فأنا الذي بدء الملامة و الصدودا.. و لن يعودا.. "و حياتك سأعود زاحفاً و باكياً و مقبلاً الأرض لو أردت فأنا من بني بجم الذين لا يعتبرون ولا يتعظون و لا يكادون يفقهون حديثا.”

بلال فضل
Read more

“و الآن ماذا أفعل بنفسى التى تفتحت فشربت من حقيقة مقتله حتى أترعت ؟ ماذا أفعل أنا الذى لم أعد مثلما كنت ؟ ماذا أفعل بكل الذى دخلت فيه و رأيته فحفر قلبى وباطنى ونفسى ؟ وماذا أفعل بهذه الحقيقة المرة التى تأكدت لى ؟هل أغرقها فى نفسى وطياتها و أقفز من فوق هذه الهوة الهائلة التى تفصلنى عنى أنا القديم ؟أم أترك نفسى تغرق فى مرارة حزن هذا الفهم المفجع ؟وهل تبقى فى نفسى طيات تحتمل أن تطوى شيئاً من بعد ما رأيت ؟”

-مقتل فخر الدين ل عز الدين شكرى
Read more

“ كنت أحس بأن يد الله قد ألقت بى فى تجربة فى لحظة من لحظات تاريخ الرعب البشرى . لحظة أول رعب نووى بلا حرب تعيشه الإنسانية .و إنى لمؤتمن على هذه اللحظة - ككاتب - فى حدود طاقتى و المتاح لى ( لكونى أجنبياً ) , و من ثم رحت أتعرض لما لا يعلمه إلا الله و السلطات العليا السوفيتية من جرعات إشعاعية . لم أستطع البقاء فى غرفة مغلقة النوافذ حين كان الربيع الشهير فى كل الدنيا - " ربيع كييف " - يزدهر بتوحش .. يتأجج بخضرة كثيفة و زهور و طيور و ثمار شتى تحت مظلة من الرعب النووى المحقق . الرعب اللامرئى الذى كنت فى أعماق قلبى لا أخشاه , ربما لأننى لم أكن أحسه , و أكثر .. لأننى أوقن فى قرارة نفسى أننى ابن موت . واحد من بشر قصار العمر يحيون فى العالم الثالث المكروب , فى الجنوب المتهالك , حيث القاعدة هى الشقاء و الموت المبكر , أما الاستثناء فأن يسعد الناس و يعمرون .”

محمد المخزنجي
Read more

“لا مفر للخلق من العبودية، و أنى لهم المفر و السماء فوقهم و الشرائع تحت السماء و القوانين تحت الشرائع و الرذائل تحت القوانين و الوحشية تحت الرذائل؟ فويل للمستضعفين الذين يفرون من كل فرجة بين المخالب و الأنياب و فى أرجلهم القيود الثقيلة، و ويل للإنسان الذى لا يكتفى بالله فى سمائه حتى يستعبد لصفاته فى أهل الأرض؛ فالجبروت فى الملوك و الكبرياء فى الحكام، و التقديس فى القوانين عادلة و ظالمة، و العزة فى القوة و ماذا بقى لله ويحك؟”

مصطفى صادق الرافعي
Read more

“كيف تحافظ الزوجة على زوجها و تجعل حبه يدوم ؟ ..لا توجد إلا وسيلة واحدة .. أن تتغير .. و تتحول كل يوم إلى امرأة جديدة .. و لا تعطى نفسها لزوجها للنهاية ، تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها ، و تنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها .. و تُفاجئه بألوان من العاطفة و الاقبال و الادبار لا يتوقعها .. و تحيط نفسها بجو متغير .. و تُبدل ديكور البيت و تفصيله .. و ألوان الطعام و تقديمها .على الزوجة أن تكون غانية لتحتفظ بقلب زوجها شابا مشتعلا ..و على الزوج أن يكون فناناً ليحتفظ بحب زوجته ملتهباً متجدداً ..عليه أن يكون جديداً فى لبسه و فى كلامه و فى غزله .. و أن يغير النكتة التى يقولها آخر الليل .. و الطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع .. و يحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة ..”

مصطفى محمود
Read more