“عقلنة الإنتاج هي عقلنة الإنسان نفسه ، عقلنة العلاقات التي تحيط به ..”
“التخلف النفسي هو نمط من الوجود, أسلوب في الحياة ينبت في كل حركة أو تصرف, في كل ميل أو توّجه, في كل معيار أو قيمة. إنه نمط من الوجود له خرافاته وأساطيره ومعاييره التي تُحدّد للانسان موقعه, نظرته إلى نفسه, نظرته إلى الهدف من حياته, أسلوب انتمائه ونشاطه ضمن مختلف الجماعات, أسلوب علاقاته على تنوّعها. إنه موقف من العالم المادي وظواهره ومؤثراته, وموقف من البنى الإجتماعية وأنماط العلاقات السائدة فيها, على المستوى الذاتي الحميم كما على المستوى الذهني, هناك مجموعة من العقد التي تميّز الوجود المتخلّف, نمط الوجود المتخلّف غير محتمل فهو يولّد الامًا معنوية تهدم التوازن النفسي.”
“أحكام الإنسان المتخلف على الظواهر و الأشخاص يشوبها الكثير من التحيّز و القطيعة ..”
“يعيش الانسان المقهور في عالم من العنف المفروض, عنف يأتي من الطبيعية وغوائلها التي لا يستطيع لها ردعًا, والتي تُشكل تهديدًا فعليًا لقوته وأمنه وصحته (الجفاف, الفياضانات, الحريق, الأمراض والأوبئة, الحروب, الآفات الزراعية, إلخ...) هذا العنف يجعله يعيش في عالم الضرورة, في حالة فقدان متفاوت في قدرة السيطرة على مصيره, إنه اعتباط الطبيعة عندما تقسو دون أن يجد وسيلة لحماية ذاته, للشعور بالأمن إزّاء ما تشكله من تهديد, إنه يفتقر إلى سلاح للمجابهة ولذلك تبدو أخطار الطبيعة مضخمة وبالقدر نفسه تتضخم مشاعر عجزه وقلقه.”
“لا يمكن أن يصل انسان في هذا العالم إلى التوازن النفسي وإلى الشخصية المُعافاة والمتوازنة والغنيّة, إلّا إذا تحرّر من وضعية القهر التي تُفرض عليه. لا يمكن للرجل أن يتحرّر إلّا بتحرّر المرأة ولا يمكن للمجتمع أن يرتقي إلّا بتحرّر وارتقاء أكثر فئاته غبنًا, فالارتقاء إمّا أن يكون جماعيًا عامًا أو مجرد مظاهر وأوهام”
“نجد الإنسان المقهور يستخدم أسلوب السيد المتسلط نفسه ويخاطبه بلغته نفسها.الكذب والخداع والتضليل هي قوام اللغة التي يخاطب بها المتسلط الجماهير المقهورة إن خطابه هو أبداً كذب ونفاق عندما لا يكون تهديداً صريحاً. خطابهُ وعود معسولة وتضليل تحت شعار الغايات النبيلة : الوعود الإصلاحية ,الخطط الإنمائية ,الأخلاق,الرقي والتقدم,المستقبل الأفضل..كلها هراء اعتادت عليها الجماهير وهي بدورها تخادع وتضلل حين تدعي الولاء وتتظاهر بالتبعية”
“رغبات الإنسان ذات الجموح اللامحدود فطرياً يضبطها القانون ويقنن طرائق إشباعها وحالاته . هذه الجدلية هي التى تختل في حالة الإستبداد والطغيان, ما دام أن الطاغية يفرض قانونه الخاص جاعلاً من شخص ذاته المرجعية القانونيه وأن المستبد ينحو المنحى نفسه ولو أنه يجمل نزعته هذه بقوانين شكلية .”