“ولا يؤتى الرحمة إلا كل شجاع كريم نبيل ..ولا يشتغل بالانتقام والتنكيل إلا أهل الصغار والخسة والوضاعة ..والرحمة هي خاتم الجنة على جباه السعداء الموعودين من أهل الأرض .. تعرفهم بسيماهم وسمتهم ووضاءتهم ..وعلامة الرحيم هي الهدوء والسكينة والسماحة، ورحابة الصدر، والحلم والوداعة والصبر والتريث، ومراجعة النفس قبل الاندفاع في ردود الأفعال، و عدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية، والتنزه عن الغلو ضبط الشهوة، وطول التفكير وحب الصمت والائتناس بالخلوة وعدم الوحشة من التوحد، لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه، ولأنه في حوار دائم مع الحق، وفي بسطة دائمة مع الخلق ..والرحماء قليلون، وهم أركان الدنيا وأوتادها التي يحفظ بها الله الأرض ومن عليها ..ولا تقوم القيامة إلا حينما تنفد الرحمة من القلوب، ويتفشى الغلّ، وتسود المادية الغليظة، وتنفرد الشهوات بمصير الناس، فينهار بنيان الأرض وتتهدم هياكلها من القواعد ..اللهم إني أسألك رحمة .. اللهم إني أسألك مودة تدوم ..اللهم إني أسألك سكنا عطوفا وقلبا طيبا .. اللهم لا رحمة إلا بك ومنك وإليك.”