“زهور وسلالٌ منَ الورِد ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه وعلى كلِّ باقةٍ اسمُ حامِلِها في بِطاقه ***تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً - َلحظةَ القَطْف, َلحظةَ القَصْف, لحظة إعدامها في الخميلهْ! تَتَحدثُ لي.. أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين, حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ تَتَحدثُ لي.. كيف جاءتْ إليّ.. (وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ) كي تَتَمني ليَ العُمرَ! وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!! ***كلُّ باقهْ.. بينَ إغماءة وإفاقهْ تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ... اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!”
“و عيناكِ : فيروزتان تضيئانِفي خاتم الله .. كالأعينتمدّان لي في المغيب الجناحِمدى ، خلف خلف المدى الممعنسألتهما في صلاة الغروبِعن الحبّ ، و الموت ، و الممكنو لم تذكرا لي سوى خلجةمن الهدب قلت لها : هيمني !”
“قيل لي "اخرس.."فخرستُ .. وعميت .. وائتممتُ بالخصيان!ظللتُ في عبيد (عبس) أحرس القطعانأجتز صوفها ..أرد نوقها..أنام في حظائر النسيانطعامي: الكسرة.. والماء.. وبعض التمرات اليابسة.وها أنا في ساعة الطعانساعة أن تخاذل الكماةُ.. والرماةُ.. والفرساندُعيت للميدان!أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضان..أنا الذي لا حولَ لي أو شأن..أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان،أدعى إلى الموت.. ولم أدع إلى المجالسة!!”
“كل باقةبين إغماءة و إفاقهتتنفس مثلي -بالكاد- ثانيه..ثانيهو على صدرها حملت - راضيهاسم قاتلها في بطاقة”
“ما أقل الحروف التي يتألف منها اسمُ ما ضاعَ من وطن،واسمُ من مات من أجلِهِمن أخ أو حبيب!هل عرفنا كتابة أسمائنا بالمدادِعلى كتبِ الدرسِ؟ها قد عرفنا كتابة أسمائنابالأظافر في غرف الحبسِأو بالدماء على جيفة الرمل والشمس،أو بالسوادِ على صفحات الجرائدِ قبل الأخيرة.أو بحداد الأرامل في ردهات (المعاشات)،أو بالغبار الذي يتوالى على الصورالمنزلية للشهداءالغبارُ الذي يتوالى على أوجه الشهداء ..إلى أن ... تغيب!!!”
“كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟وكيف تصير المليكَ..على أوجهِ البهجة المستعارة؟كيف تنظر في يد من صافحوك..فلا تبصر الدم..في كل كف؟إن سهمًا أتاني من الخلف..سوف يجيئك من ألف خلف”
“كنتُ في كَرْبلاءْقال لي الشيخُ إن الحُسينْماتَ من أجلِ جرعةِ ماءْ!وتساءلتُكيف السيوفُ استباحتْ بني الأكرمينْفأجابَ الذي بصَّرتْه السَّماءْ:إنه الذَّهبُ المتلألىءُ: في كلِّ عينْ.إن تكُن كلماتُ الحسينْ..وسُيوفُ الحُسينْ..وجَلالُ الحُسينْ..سَقَطَتْ دون أن تُنقذ الحقَّ من ذهبِ الأمراءْ?أفتقدرُ أن تنقذ الحقَّ ثرثرةُ الشُّعراء?”