“في الآونة الأخيرة صرت قاسية جدا معهم ، لا لشيء سوى أنني لا أريد أن أتعلق بأحد ولا أريد أن يتعلق الآخرون بي !”
“كيف لي أن أكتب عن الفرح و فمي مملوء بالذكريات و الحزن و الفقد ?”
“عندما ترتبط ذكرياتنا بأشياء و تفاصيل نتعامل معها بشكل يومي مباشر فإن صباحاتنا تغدو مرهقة جدا”
“حتى بعد عودتك ، لم أكتب عن الفرح والبهجة ، ربما لأنني اعتدت الحزن و طقوسه ! و اعتاد الفراق طريقه إلى قلمي !”
“الأفكار التي تدور في رأسي ، طيفك الذي يرافقني في كل خطوة ، انتظارك على المقعد الخشبي للغياب ، رزمة العواطف التي تدسها في جيوب قلبي في لقائاتنا القصيرة .. و الكثير من الأشياء التي لا أملك الوقت لذكرها و قد لا يهتم أحد بقرائتها .. كل هذا يتعبني جدا و يستنزف طاقتي بشكل مذهل !”
“البارحة في تمام الساعة الثانية شوقاً ، طرقتْ كَفٌ رقيقة على زجاج نافذتي، تَنبهتُ وَجِلَة، وفتحت النافذة برفق ، عرفت الملامح فوراً دعوته للدخول والتدثر من البرد الذي يتسول في الطرق، مد لي يد الأمان ، صافحني . طبع قبلة دافئة على جبين قلبي ورحل، وبعد أن غاب في الأفق فتحت يدي لأجد بداخلها بذور الفرح !! جافني النوم ساعات استغراب طويلة ، ولا أذكر كيف غفت عيناي تلك الليلة ، كل ما أذكره أنني استيقظت فجراً نظرت في المرآة وجدتني ملونة بمساحيق البهجة والأمل .. وقد زالت من أعين قلبي هالات الحزن وتجاعيد القلق !! الفرح ....لا أصدق أنه زارني أخيراً ..”