“من مشكلات التعلم الشائعه في المجتمعات النامية الإنفصام بين لغة العلم وبين لغة الحياة اليومية”
“بدل الفهم والحوار الذي لا يقوم إلا في حالة التكافؤ الإنساني، هناك لغة السوط القمعي، بدل الإقناع هناك الإخضاع.”
“المواد الدراسية تظل إجمالاً غريبة عن الإطار الحياتي للتلميذ ,إنه يتعلم عموماً إما محتويات دراسية مستوردة من خارج المجتمع(نظريات وعلوم الغرب مطبقة على ظواهره) في المراحل العليا من التعليم وإما مواد لا تمت إلى واقع التلميذ بين الفئات الشعبية في المراحل الابتدائية والمتوسطة معظم المناهج تعالج قضايا تمت إلى حياة الطبقة المسيطرة تغرس في الطفل المثل العليا السائدة لهذه الطبقة والتي لا يمكنه عملياً وواقعياً ممارستها في حياته اليومية يظل العلم مسألة نظرية لا يعالج واقع الطالب في العالم المتخلف لا يتيح له فرصة الإرصان العقلي لهذا الواقع وانفصام عنه في المدرسة التى تفرض على الطالب حالة من الاغتراب عن قضاياه المعاشة”
“أثر الاستعراض" ويقصد بهِ محاكاة المظاهر الخارجية للتقدم في جانبها الاستهلاكي على وجه الخصوص دون أن يصل الأمر حد البعد الإنتاجي الإبتكاري , كشأن الكثير من متعلمين البلاد النامية”
“يخلق التماهي بالمعتدي ايديولوجية مضادة للتغيير الاجتماعي الجذري . تلكم هي إحدى أبرز مشكلات البلدان النامية وأكثرها خطورة . فالعديد منها تمكن من اجتياز مرحلة التحرر الوطني ، ولكن معظمها يتخبط أمام مهمات التغيير الاجتماعي الفعلي ويعاني من الفشل الذريع فيه ، مما يجعلنا نتابع الآن مشهداً بائساً على امتداد العالم الثالث . فقد اتّضح أن القدرة على التحرر الوطني ، لا تتضمن بالضرورة ولا تقود حتماً إلى عملية التغيير الاجتماعي المبتغاة . وليس هناك من مجال للدهشة بهذا الخصوص ، فالسبب ، أو أحد الأسباب الأساسية في نظرنا ، إذا ما وضعنا مصالح الفئة الحاكمة الجديدة جانباً ، يكمن في تغلغل التماهي بالمتسلط بمختلف صوره ودرجاته ، في نفوس معظم القادة ، وغالبية المسؤولين ، والقطاع الأوسع من الجمهور .”
“بقدر ما تتضخم "أنا السيد" وينهار الرباط الإنساني بينه وبين المسود، يصبح الأول أسير ذاته، وينحدر الثاني إلى أدنى سلم الإنسانية ... يعمم نموذج التسلط والخضوع على كل العلاقات وكل المواقف من الحياة والآخرين والأشياء. تتسم علاقة الرئيس بالمرؤوس بهذا النمط التسلطي الرضوخي، كما تتسم به علاقة الرجل بالمرأة والكبير بالصغير، والقوي بالضعيف والمعلم بالتلميذ والموظف ورجل السلطة بالمواطن. كل سلطة، مرتبية كانت أم طبيعية، تصطبغ لا محالة بهذه الصبغة. حتى المواقف من الحيوان والجمادات يتميز بهذا الموقف التسلطي الرضوخي نفسه ... حتى الحب يعاش في البلدان النامية تحت شعار التسلط والرضوخ، تسلك المحبوب ورضوخ الحبيب... حتى حب الأم لأبنائها بكل ما يتميز به من حرارة عاطفية يغلب عليه الطابع التملكي، أي في النهاية التسلط من خلال أسر الحب...”
“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”