“أستعرض صحفنا فأجد فيها نقصا يذهلني . صحفنا لاينقصها الكتابات ولكن تنقصها الشجاعةأقلامنا لاتنقصها العبقرية ولكن تنقصها الحرية . عندما تختفي الحرية يختفي معها الحماس في الخلق والابتكار والتجديد . تصبح الصحف صوراً متشابهة بأسماء مختلفة يتحول الكتاب إلى حملة قماقم في جنازة الحرية . الحكومة تعرف أخبار الصحف , والصحف لاتعرف أخبار الحكومة . الدولة هي التي تراقب الصحفيين بعد أن كانت مهمة الصحفي مراقبة الدولة . أجد أهمالاً غريبا في التوضيبوفي طريقة الاخبار . ابراز الاخبار التي تهم الحاكم وإخفاء الأخبار التي تهم المحكوم .مهمة الصحف أن تصفق للوزراء وتزغرد للحكام وان تتشقلب أمام رئيس الدولة !إختفى النقد وأختفى الرأي وأصبحت الحرية هي حرية المدح والثناء والإعجاب”
“وقد تكون للديمقراطية الحديثة مثالب في انها توفر الحرية للطاعة والفسق والايمان والكفر، ولكن هذه المثالب تختفي عندما يوضع في صلب الدستور ان الاسلام دين الدولة وان الشريعة المصدر الاوحد للقوانين وان ما خالفها يسقط من تلقاء نفسه”
“الحرية كما يفهمها محمد أنه إذا اجتمع الشعب كله على رأي واحد، وخالفه فرد واحد، فإن واجب الشعب أن يحمي حرية هذا الفرد الواحد بنفس الحماس الذي يحمي به الشعب كله.”
“هل الحرية في هذا الفراغ الكبير؟ هل الحرية هي هذه الساعات المشردة الممزقة التي تمر في حياة الإنسان دون أن تحسب من عمره؟”
“التاريخ من أيام الفراعنة ومن عصور الظلام كان تاريخًا داميًا ولكن الحرية كانت دائمًا تسوغه فلم تكن الدماء الغزيرة التي سالت على صفحاته إلا حكاية حرية .”
“لأن الحياة لاتتوقف أبداً .. إنما تتجدد دائماً , كل شيء فيها يتغير ويتبدلالبشر يولدون ويموتون ..الأبنية تشيد وتنهار .. الزهور تتفتح وتتبدل الدول تقوم وتسقط .. كل شيء يتغير .. كل شيء يتبدل إلا معاني بعض الكلمات ..الحرية تبقى دائماً حرية الطغيان يبقى دائماً طغيان العدل يبقى دائماً عدلاًالظلم يبقى دائما ظلماً.ويجيء العادلون والطغاة ويذهبون , ويظهر أنصار الحرية وأعوان الإستبدادويختفون , وتشرق شمس الديمقراطية وتغيب , ويجثم ظلام حكم الفرد ثم يطل نهار حكم الأمة, ويعلق الأحرار في المشانق ويجلس الظالمون في مقاعد السلطان كل شيء يتغير , يولد ويموت , يكبر ثم يتضاءل .ولكن الشعب دائماً لايموت !”
“لا يمكن لعاقل قط أن يذهب إلى حد الظن بأن هناك - في أي زمان ومكان - شئ اسمه الحرية المطلقة، حتى في شريعة الغاب: الذي يخرج على ما تعتبره الجماعة مقدساً توقفه الجماعة عند حده ، والمفروض أنه في المجتمع المتدين تقوم الدولة بمهمة التأديب اللازم لمن يؤذي الشعور العام.”