“كان وراء المسلمين تاريخ ما زال حيا في الاذهان شديد الاختلاف عن التاريخ الحديث الغربي الذي دخلوا فيه دون ايه فكرة سابقة او معرفة بقوانينه ووقائعه ومسائله الاساسية. وفي الوقت الذي كانوا يؤكدون فيه على هويتهم الاسلامية لخوض الصراع ضد الاجنبي كانوا ينكرونها في الممارسة العملية ويفقدون الثقة بها ويعظمون في سرهم منجزات وثقافات وذاتيات الشعوب الغربية المسيطرة.”
“في الوقت نفسه الذي كانت تتمسك في الجماعات الاسلامية بالدين للدفاع عن نفسها وتعبئة صفوفها ضد التسلط الاجنبي كان يدخل في الوعي الاسلامي شيئا فشيئا, وتحت تأثير الهزائم المتواصلة, الشعور بالضعف والعجز وعدم الثقة بالذات. وشعور المستضعفين هذا على الساحة الدولية يعادل شعور المستضعفين من الاقليات على الساحة المحلية. ويزيد من هذا الشعور تعقيدا ذكريات الامجاد الاسلامية التليدة التي كانت ترجع دائما في الثقافة الاسلامية الى التمسك بالدين وبالعودة الى النص القرآني لرأب الصدع وتحقيق الوحدة والاستقرار.”
“الأجمل أن تكف عن البحث عن خيار أفضل في الحياة في الوقت الذي تعجز فيه عن البحث عن أي خيار يناسبك.”
“لكن الجسد الذي يثقل الروح ويعذبها في سجنه يصبح هو ذاته شرطا لتحررها. وهي بحاجة اليه كما هو بحاجة اليها, والخلاص لهذه الامة الصوفية الفظيعة التي لا تكف عن استعادة بكارتها وفقدانها, في تاريخ آخر, هو دون شك ما وراء التاريخ الراهن: تاريخ الايديولوجية.”
“يوم آخر اعتصم فيه الشباب في ميدان التحرير .. حول النصب التذكاري الذي أعد في يوم ما ليحمل الخديو إسماعيل .. وتوقفت الحركة في الميدان الذي احتلوه. كانت لهم بعض الأسئلة والمطالب .. كانوا يبحثون عن الحرية ويحاولون أن يتنفسوا بعد أن طال الاحتلال .. ثم هاجمتهم الخيالة في الفجر وقبضوا عليهم. (صفحة 307 الفقرة الثانية)”
“لهذا كان العرب في كل تاريخهم مصوتين فقط و لم يحدث ان كانوا متكلمين ..لم يجربوا او يقاسوا الكلام في اي طور من اطوار التاريخ .انهم الان مصوتون فقط ,اذن لا يحتمل انهم كانوا يوما ما متكلمين .. لقد كانوا يجهلون الفرق بين الكلام و التصويت لهذا كانوا يحسبون نفسهم متكلمين”