“ الفكرة بمنتهى البساطة أننى أكره كونى فتاة ... أو ذلك القيد الذى يحكمنى لمجرد أننى أنثى ... وعندما كنت فى أسوأ لحظات حياتى، جئت أنت ... فرصة لأكون حرة ... لأفعل كل ما هو مجنون وغير معتاد ... قد لا تفهم ذلك ... ولا يفهمه أى أحد ... إن حكيت قصتى وما فعلته الآن لناس فربما كرهونى وحكموا علىّ أنني عاهرة ... أعلم هذا ... لكنني الآن أشعر أنني طائرة ... أنا حرة ... فعلت شيئاً وحدي ولم أخف من نظرة أحد لى ... ”
“ينبغى أن أفترض أن خطابى هذا لا يؤمن لى طول البقاء. وأننى إذ أتكلم لا أتحاشى موتى وإنما أؤسسه، أو بالأحرى أننى أزيل كل داخليّة، فى هذا الخارج الذى لا يبالى بحياتى، هذا الخارج الذى لا يقيم أى فرق بين حياتى وموتى”
“لابد أننى كنت أتلصص على عالم المرأة من بعيد ..لا عندى فرصة ولا وقت ولا عندى شجاعة .. ورغم القصص التى أسمعها ورغم الفتيات التى أراههن , لا أجرؤ على النظر إلى واحدة , وإذا نظرت لا أعرف ما الذى يمكن أن يحدث بعد النظرة أو الابتسامه أو السلام أو الكلام .. لا شىء من كل ذلك .. ولاحظت أننى أحب الاستماع إلى هذه المغامرات . وأننى عندما أعود إلى البيت أسجلها .. أى أعيشها مرة أخرى .. أو أقترب منها أو أشارك فيها .ولكنى فى ذلك الوقت لم أنفرد بواحدة أو بقصة أو بمغامرة .. و إن كنت أتمنى ذلك .. وفى المذكرات وجدت أننى أحكى قصه من خيالى ومن وهمى .. قصة واحدة جارة .. ووجدتنى أصفها هكذا : شعرها أسود وعيناها أيضا . وحاجباها وشفتاها . ومشيتها كأنها بطة أو وزة . إذا تجاوزتنى كأنها لا تعرفنى . فإذا تابعتها إلى بيتها وتغلق الباب ورائها بشدة . وفى المرة الثانية عندما اقتربت منها وهى تقول :أحبك .. حتى إذا لم تكن تحبنى !وهى قصة لم تحدث . ولكن أريدها أن تحدث . و أن تكون هى البادئة . وهى التى تحب و أنا أتردد . أو أرفض .والمعنى : أننى أتوهم ما ليس كذلك !”
“كنت أظن أنني سفحت الماضي كله ساعتئذ. كنت أظن ذلك، الآن اكتشفت أن الماضي هو السجن الوحيد الذي لا نستطيع الهرب منه.”
“قالت ضحى: وماذا تقصد أنت بالشر؟لم أفكر فى هذا من قبل الآن.. ولكن أظن أننى طول عمرى أكره القهر. قهر الإنسان بالفقر وقهره بالخوف، وأهم من ذلك قهره بالجهل. أن يعيش الإنسان ويموت دون أن يعرف أن فى الدنيا علماً فاته وجمالاً فاته وحياة لم يعشها أبداً.”
“لك كل الحق ألا تصدقنى, ولكن هذه هى الحقيقة . أنا لم أفعل شيئا فى حياتى سوى من أجل أن أشعر بالرضا والسعادة. لم أشعر مطلقا بالواجب تجاه أى شخص سوى نفسى...,ولم أبذل أى شيىء مهما كان صغيرا لمخلوق بوازع أننى أساعده بل فقط لأن هذا كان ببساطة شديدة يريحنى ويشعرنى بأننى أفعل مايمليه علي ربى ... وهذا كان الشىء الوحيد الذى يحافظ على سلامتى العقلية فى هذة الدنيا التى أصبح كل سيىء فيها مختل”