“إن حضارة أوروبا في القرنين الثامن والتاسع عشر، هي سلسلة من السرقات الموصوفة، وكبرعملية نهب مسلحة عرفها التاريخ..فاللوردات الانكليز ظلوا مئة سنة وأكثر يشربون شاي ليبتون في منازلهم في حي مايفير فيلندن.. ويلبسون جاكيتات الكشمير الفاخرة.. وقمصان اللينو المصنوعة من قطن مصر..ويصنعون غلايينهم من عاج الهند..”
“كان أطفال الانكليز يترعرعون في الهايد بارك والريتشموند بارك على الزبدة .. والكاكاو..وزيت السمك.. بينما كان أطفال الهند والصين وسنغافورة ، ومالطة، وعدن ، والسودان، ومصر، لا يجدون الحليب في أثداء أمهاتهم...هذه هي المعادلة اللا انسانية التي قامت عليها حضارة الغرب.”
“وأن دول العالم الثالث لم تناقش في يوم من الأيام مع أميركا ، أسعار بضائع جنرالموتورز.. أو جنرال الكتريك.. ولم تعترض على أسعار السيارات، والثلاجات، والغسالات،ومكيفات الهواء، وألوف السلع الأميركية التي تحاصر حياتنا اليومية ابتداء من إبرة الخياطة.. إلىطنجرة البريستو.. وعلبة التشيكلتس..إن الإنسان العربي ليشعر بالزهو حين يفتح جريدة (التايمز (اللندنية، ويقرأ فيها هذه الجملة: (إنالأجيال القادمة سوف تتذكر سنة ١٩٧٣ كتاريخ سيطر فيه العرب على العالم الصناعي(..مئة سنة وأكثر والغرب يلعب معنا (البوكر (ونحن نخسر ..يغش في اللعب.. ونحن نخسر..يسرق آخر قرش في جيوبنا.. ونرهن محاصيلنا.. وعقاراتنا وضفائر بناتنا .. ونخسر..فهل تسمح الولايات المتحدة ودول أوروبا الصناعية .. أن نتغلب عليها مرة واحدة فقط..ولكن بشرف...”
“الحزن يحفر التجاعيد على بشرة المرأة ، فتذهب إلى أخصائي في فن التجميل ( فيشدشدها ) وتستعيد عشر سنوات من عمرها ، بينما الحزن يحفر التجاعيد على قلب الرجل ، فيخسر عشر سنوات من عمره ، ذلك لأن جلدة القلب غير قابلة للخياطة والتفصيل والترقيع والتعديل”
“الملح ... في عيوننا ...والملح في شفاهنا..والملح ... في كلامنا...فهل يكون القحط في نفوسناإرثا أتانا من بني قحطان ؟؟لم يبق في أمتنا معاوية ...ولا أبو سفيان ...لم يبق من يقول (لا) ...في وجه من تنازلواعن بيتنا .. وخبزنا .. وزيتنا ...وحولوا تاريخنا الزاهي...إلى دكان !!”
“أخاف أن تمطر الدنيا، و لست معيفمنذ رحت.. و عندي عقدة المطركان الشتاء يغطيني بمعطفهفلا أفكر في برد و لا ضجرو كانت الريح تعوي خلف نافذتيفتهمسين: تمسك ها هنا شعريو الآن أجلس .. و الأمطار تجلدنيعلى ذراعي. على وجهي. على ظهريفمن يدافع عني.. يا مسافرةمثل اليمامة، بين العين و البصروكيف أمحوك من أوراق ذاكرتيو أنت في القلب مثل النقش في الحجرأنا أحبك يا من تسكنين دميإن كنت في الصين، أو كنت في القمرففيك شيء من المجهول أدخلهو فيك شيء من التاريخ و القدر”
“ثقافتنافقاقيع من الصابون والوحلفمازالت بداخلنا"رواسب من " أبي جهلومازلنانعيش بمنطق المفتاح والقفلنلف نساءنا بالقطنندفنهن في الرملونملكهن كالسجادكالأبقار في الحقل”