“و قد كانت البنات قبل أن تولدى أنت , و أولد أنا .. يعشن وراء المشربيات .. و لكن هذه المشربيات لم تحمهن من الخطيئة .. و لم تهذب عواطفهن .. كن ينظرن من خلال ثقوب المشربية و يلوحن لأى عابر سبيل .. و لما عجز المجتمع عن حمايتهن , وجد أن الحل الوحيد هو القضاء على المشربيات , و منح البنات حق النظر من خلال الشبابيك .. ثم حق الوقوف فى الشرفات .. ثم حق الخروج إلى الشارع .. و فى كل خطوة من هذه الخطوات , كانت الأخطاء تقل و العاطفة تترقى و تتهذب .. و السعادة تدخل البيوت”
“إن الإنسان الحر يحتاج إلى قوة , لا يحتاج إليها الإنسان العبد .. قوة نفسية و ذهنية”
“إن مصر ليست منقسمة إلى أحزاب و لكنها منقسمة إلى غرز.. كل غرزة لها أعضاء يخدمون بعضهم بعضا في سبيل بناء الوطن”
“و قد عرف المجتمع كله هذه الحقيقة و إن لم يعترف بها .. عرف أنه لا يمكن تنظيم العاطفة البشرية و الرقى بها إلا فى نطاق الحرية .. فإذا وجدت للحرية أخطاء , فعلاجها هو .. مزيد من الحرية”
“كما تكثر الاغتيالات السياسية فى عهود الضغط و الإرهاب .. كانت الأعراض تغتال و دماء القلوب تسفك فى عصور المشربيات و البراقع .”
“هذا هو سر تأخر مجتمعنا .. المجتمع الشرقي كله .. اننا نعتبر الابنة طفلة حتى بعد ان تصل الى العشرين او الثلاثين .. لا نعترف انها بلغت سن الرشد ولا نطمئن عليها الا بعد ان تتزوج.. و كأن الزواج هو شهادة ميلاد البنت.. الشهادة التى تعترف بشخصيتها المستقلة بالنسبة لاهلها، فى حين ان المجتمعات المتقدمة تحمل الابن او الابنةالمسئولية كاملة منذ سن السادسة عشرة.. بل ان من حق الاب ان يمتنع عن الانفاق على اولاده بعد هذه السن.. و لذلك فالشعب هناك اكثر تقدما منا لان الافراد يتحملون مسئولية انفسهم فى سن مبكرة.. و يمارسون الحياة قبل ان نمارسها ..ان كثيرا من عباقرة التاريخ بدأوا حياتهم و هم يبيعون الصحف فى الشوارع و هم اطفال.. و من ثمن بيع الصحف يشترون العلم و يدخلون المدارس”