“أحكام الإنسان المتخلف على الظواهر والأشخاص يشوبها الكثير من التحيز والقطيعة .إنها أحكام متسرعة ونهائية تصنف الظواهر والناس فى فئات جامدة ، سالبة كلها أو إيجابية كلها ، أو هى متأثرة إلى حد كبير بالأفكار المسبقة والآراء الشائعة التى يطغى عليها التعصب .ذلك أن طغيان الانفعالات ، بإلغائها لوظيفة النقد العقلى ، تفتح الباب واسعاً أمام بروز الميول الاختزالية ، التى تحول الآخر من حالته كشخص إلى مجرد أسطورة تلعب دور السند المادى للإسقاطات الذاتية على الخارج . يتحول الآخر إلى مجرد رمز للسوء ، أو الشر أو التعطيل أو الخطر أو الضعف أو العنف ، أو الحب أو العون ، إلخ ، ومنذ تلك اللحظة يتحدد التعامل معه والموقف منه انطلاقاً من دلالة الرمز الذى أعطى له ، الذى يستخدم أصلاً ، كتبرير مادى للانفعال الذى ارتبط به ، سلباً أم ايجاباً .”

مصطفى حجازي

Explore This Quote Further

Quote by مصطفى حجازي: “أحكام الإنسان المتخلف على الظواهر والأشخاص يشوبه… - Image 1

Similar quotes

“أحكام الإنسان المتخلف على الظواهر و الأشخاص يشوبها الكثير من التحيّز و القطيعة ..”


“لا يتقبل الانسان الكارثة أو الهزيمة، أو الخطوب أو الفشل كأمر واقع، ولا يستطيع الاعتراف بمسؤوليته المباشرة في ما حلً به. إنه إما أن يهرب من الواقع أو يلقي اللوم على الآخرين، او يستجيب بالعدوان، او يوهم نفسه بأن الأمر عابر”


“إن الكثير من التصرفات الاستعراضية التي تشيع في البلدان النامية، تهدف بالتحديد إلى التستر على عقده العار خصوصًا الاستعراض الاستهلاكي. يأتي بعده كل أشكال الإدعاء والتبجّح وخداع الآخرين بجاه أو مال أو حظوة لا أساس لها من الواقع.إن إنسان العالم المتخلف هو أسير المظاهر مهما كانت سطحيها مادامت تخدم غرض التستر على عاره الذاتي.-”


“الجن والعفاريت والشيطان ,كلها كائنات خفية,لعبت دوراً بارزاً في السيطرة على خيال الجماهير المقهورة,وتعليلها للأحداث التي تفلت من سيطرتها والتي يستعصي عليها تفسيرها.كما أنها قد استخدمت, ومازالت,بكثرة لتبرير ما يود الإنسان التستر عليه من فضيحة, أو عيب ,أو تقصير بزعم الوقوع تحت تأثير الجن,مما يساعده على الحفاظ على سمعته .”


“في حالة العصبيات يُقيد الانتماء ويُحصر ، وبالتالي يُحجر على الانطلاق في المدى الكوني الرحب .يتدهور مفهوم الوطن أو يغيب مادام الوجود والمرجعية تظلان للقبيلة أو العشيرة أو الطائفة أو المنطقة . إنها حالة حصار تفرض على الإنسان عضو هذه العصبية . يكمن في هذه الوضعية أحد الأسباب الكبرى التي تحول دون تحوّل الدول الى أوطان بمعنى الكيان والمرجعية الفوقيين اللذين يتجاوزان الانتماءات الضيقة . ويظل الوطن الذي لم يتكوّن رهينة تصارع العصبيات على غرار تصارع القبائل في البادية على الكلأ والماء .على أن الاستبداد حين يصل حد الطغيان ، وحين تحيط المخابرات بالإنسان من كل مكان وتُحصى عليه أنفاسه ، وحين يُعتبر السلطان بأنه مالك للأرض وما عليها ، وبالتالي مَن عليها ، وأن كل غنم يصيب إنسان ما هو مكرمة أو منّة منه ، وأن له حق التصرّف بالموارد والثروات والمقدرات والمصير والبشر ، يُهدر حق انتماء الإنسان ويُصادر حقه البديهي بالمواطنة . يصبح الإنسان غريبًا في وطنه فاقدًا للسيطرة على مجاله الحيوي وبالتالي محرومًا من الانطلاق الواثق في هذا المجال الى مجالات أرحب ، ومحرومًا من الإنغراس الذي يوفر الثقة القاعدية بالكيان والاحساس بالمنعة . تتحوّل المواطنة من حق أساس إلى منّة أو هبة يمكن أن تُسحب في أي وقت . وبالتالي يُسحب من الانسان الحق في أن يكون ويصير من خلال ممارسة الإرادة والخيار وحق تقرير المصير . إنها كارثة وجودية أخرى تجعل من أي مشاريع تنمية أو إنماء وعمران حديث خرافة . ذلك أن الإنسان المُستلب في وطنه ومجاله الحيوي لا يمكن أن يُعطي ، وبالتالي أن يبني . يقنع في أحسن الأحوال بالتفرُّج السلبي في حالة من الغربة ، كما ينحدر الوجود إلى مستوى الرضى بمكسب مادي يغطي الاحتياجات الاساسية . وقد يستجيب الإنسان لهدر مواطنيته وانتمائه في أن يتصعلك مُتنكرًا لشرعية السلطان وناسه وصولاً إلى التنكر للوطن ذاته في نوع من الهدر المُضاد . إلا أن أشد درجات الهدر المضاد قد تتخذ طابع هدم الهيكل عليه وعلى أعدائه فيما بدأ يشيع من سلوكات تطرف جذري .”


“الهدر الإنساني حالة تتفاوت من إباحة إراقة الدم في فعل القتل أو التصفيات كحد أقصى ، إلى سحب القيمة والتنكر لها ، مما يجعل الكيان الإنساني يفقد مكانته أو منعته وحرمته.. وقد يتخذ الهدر شكل عدم الاعتراف بالطاقات والكفاءات أو الحق في تقرير المصير والإرادة الحرة وحتى الحق بالوعي بالذات والوجود .. قد يكون الهدر مادياً ومعنوياًً أو على مستوى الحقوق إلا أنه يتم على خلفية من الإستباحة*.”