“أكاد أنفجر من الغيظ إلى شظايا من الدموع؛ شئ فى أعماقى يحاول طمأنتى بأن الأمر ليس خطيراً كما أشعر، و أن فى الأعماق المطوية ثم ورقة رابحة سألعب بها معركة النجاة من خطر مجهول.”
“"إن العقل الانسانى محدود . و لكنه يحاول أن يشق هدومه , و أن يحطم قيوده . و أن يعرف ما وراء هذه الحدود ... ما وراء هذا السور .. انه يحاول كما يحاول الأعمى أن ينظر من ثقب فى قناع أسود على وجهه!”
“بدأت أبكى ، ثم شعرت بالخوف لأنى لم أبكِ أبداً .. فى طفولتى كنت أبكى متعمداً ، و كانت أمى ترى الكذب من خلال دموعى فتعاقبنى ، توقفت بعدها عن البكاء . لكننى كنت أشعر أحياناً بصوت البكاء فى أعماقى و كان صداه يصلنى و يضربنى دون تحذير .. إن طفلاً يبكى بشكل مكبوح يبقى سجيناً إلى الأبد .”
“لننظر الآن إلى ادعاء رجال الدين أن لديهم ف كتبهم الدينية نظاماً يصلح لكل مكان و كل زمان دون أن يحتاج إلى تغيير أو إضافة، نظاماً قد شمل كل كبيرة و صغيرة لا فى مسائل العقيدة وحدها بل فى شؤون الدنيا و حاجات الحياة أيضاً. و هو ادعاء لا يفتؤون ينشرونه و يكررونه، و يستشهدون له بآيات أو أجزاء من آيات يحرفونها عن مواضعها، و يحمّلونها فوق ما يحتمل معناها. كاستشهادهم بقوله تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شئ"، و قوله "تبياناً لكل شئ"، و قوله "و تفصيل كل شئ" و قوله "اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى".ينسون أن الحديث فى الآية الأولى ليس عن القرآن بل عن اللوح المحفوظ، و يرفضون أن يسلموا بأن المقصود فى الآيات الأخرى أصول العقيدة التى بها يتميز الإسلام عن ثائر الأديان فيصرون على أن المراد فيها أيضاً كل ما تحتاجه حياة البشر من قوانين و معاملات ،،،”
“مواجهة الحقيقة من أصعب المصاعب فى هذه الدنيا,"أولاً"لأننا فى الغالب لا نعرف ما هى الحقيقة.و "ثانياً"لأننا فى الغالب لا نحب أن نعرفها إلا مضطرين,حين نيأس من قدرتنا على جهلها,و نشك ثم نشك ثم نرى اّخر الأمر أن الشك أصعب و أقسى من مواجهة الحقيقة و الصبر عليها.و "ثالثاً" لأننا إذا عرفناها ففى الغالب أنها تكلفنا تغيير عادة من العادات,و ليس أصعب على النفس من تغيير ما اعتادت..فالموت نفسه لا صعوبة فيه لولا أنه يغير ما تعودناه,و فراق الموتى لا يحزننا لولا أنه تغيير عادة أو عادات كثيرة.”
“ليس معنى أن الله سبحانه و تعالى عندما قال لى لا تسرق قد قيد حريتى فى أن أمد يدى إلى مال غيرى ..هذه نظرة ضيقة و لكنه فى الحقيقة قد قيد المجتمع كله فى أن يمد يده إلى مالى .. فحمانى - و أنا القرد الضعيف- من مجتمع يمكن أن يجردنى من كل شىء”